أكد وزير الشؤون الخارجية راد مدلسي أن منتدى التعاون الصيني-العربي الذي تجري أشغال طبعته الخامسة بتونس "بلغ أوجه" مؤكدا من جديد دعم الجزائر لهذا المنتدى. و في حوار مكتوب خص به وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عشية انعقاد اللقاء أكد مدلسي الذي يرأس الوفد الجزائري أنه بعد الاجتماعات الأربعة السابقة التي تميزت بسلسلة من اللقاءات التشاورية حول عدة مجالات لاسيما الطاقة و التجارة و الثقافة و الاتصال و البيئة و حوار الثقافات "قد بلغ هذا المنتدى أوجه". و أكد مدلسي من جديد دعم الجزائر لهذا المنتدى الذي يمثل "فضاء هاما للحوار و التشاور و إطارا للتفكير من أجل تطوير و توسيع التعاون بين الصين و العالم العربي على أساس التضامن و المنفعة المتبادلة". و أكد في هذا الصدد أهمية إنشاء منتدى يستجيب لإرادة مشتركة للمضي نحو عالم متعدد الأقطاب يكون أكثر تفتحا على الحوار و التشاور الدولي" على غرار "طريق الحرير" التي كانت في القديم بمثابة جسر بين الحضارتين الصينية و العربية. و أوضح الوزير أنه منذ إنشاء المنتدى عام 2004 مكن التشاور بين الصين و البلدان العربية على الصعيد السياسي من ملاحظة تقارب وجهات النظر حول عدة مسائل سياسية دولية بما في ذلك التمسك المشترك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و احترام سيادة الدول و وحدتها الترابية و ترقية السلم و الأمن الدوليين بالخصوص في منطقة الشرق الأوسط. و على الصعيد الاقتصادي أشار السيد مدلسي إلى أن المبادلات التجارية بين الجانبين "تضاعفت مقارنة مع الهدف المسطر خلال المنتدى الأول (100 مليار دولار)". كما أعرب من جهة أخرى عن "ارتياحه" لآلية ترقية الموارد البشرية التي يشارك في اطارها قرابة ثلاثين اطارا جزائريا سنويا في ملتقيات مختصة في مجالات السياحة و المالية و الطاقة و الصيد البحري و الاتصال و البيئة و الفلاحة. من جانب آخر أشاد مدلسي ب"تضامن" الصين مع البلدان العربية و كذا مشاركتها من أجل "مرافقة الجهود التي تبذلها بلداننا في اطار استراتيجياتها الخاصة بالتنمية الاقتصادية". و فيما يتعلق بالوسائل الكفيلة ب"تعميق التعاون الاستراتيجي و ترقية التنمية المشتركة" شعار المنتدى الخامس الصيني-العربي أكد رئيس الديبلوماسية الجزائرية على التحويل التكنولوجي "الذي يمثل حسب قوله عاملا أساسيا للتنمية و يبقى يشكل حلا لكل ما نقوم به سويا". و قد تطرق مدلسي لقطاع تكنولوجيات الاعلام و الاتصال الذي يكتسي أولوية و هو مجال "حققت فيه الصين خبرة و تحكم كبيرين" حسب قوله. و قد افتتحت الطبعة ال5 لمنتدى التعاون الصيني-العربي الذي يضم عقد ندوة وزارية مسبوقة باجتماع للموظفين السامين اليوم الخميس بمدينة الحمامات جنوب العاصمة تونس بحضور وزراء الشؤون الخارجية ل 17 بلد عربي.