تتواصل عملية التصويت في اليوم الأول من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المصرية في جو من الترقب والحذر مع تسجيل إقبال ضعيف على صناديق الاقتراع رغم حملة الدعاية الواسعة التي تقوم بها السلطات ومؤيدي مرشح الإخوان المسلمين من اجل مشاركة واسعة. وقد لوحظ عبر العديد من مراكز الاقتراع في بعض الأحياء الشعبية كبامبابة والهرم بالجيزة وكذا بجنوب القاهرة إقبال ضعيف للناخبين حتى الآن على صناديق الاقتراع مقارنة بالجولة الأولى للانتخابات الرئاسية وهي نفس الملاحظات التي ابداها المتتبعون للعملية الانتخابية عبر العديد من المناطق. وقد قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مد فترة التصويت حتى التاسعة مساء بدلا من الثامنة وذلك نظرا "لتعطل بعض اللجان الانتخابية عن فتح أبوابها أمام الناخبين لمدة ساعة من الموعد المقرر". ومن المقرر أن يعقد رئيس اللجنة فاروق سلطان مؤتمرا صحفيا قبيل غلق صناديق الاقتراع بساعة يستعرض خلاله وقائع اليوم الأول للانتخابات الرئاسية في دورها الثاني. وكانت مصادر اللجنة الانتخابية أعلنت اليوم عن ضبط عدد من حالات الدعاية الانتخابية أمام اللجان قام بها مؤيدون للمرشحين محمد مرسي واحمد شفيق كما أعلنت عن اكتشاف أحد القضاة بلجنة انتخابية بمحافظة الشرقية 24 بطاقة تصويت مسودة سلفا لصالح محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين كانت قادمة من المطبعة. وقد نفت وزارة الداخلية المصرية بخروج حافلات من بعض معسكرات الأمن بالإسكندرية وهي محملة بمجموعات من الشباب المرتدين للملابس المدنية متوجهين إلى اللجان الانتخابية للتصويت لصالح أحد المرشحين مجددة التزامها الحياد المطلق في العملية الانتخابية. و من جهة أخرى كشفت مصادر رقابية عن ضبط حالات تصوير استمارات الانتخاب لمصوتين لصالح احمد شفيق والتي تستعمل كدليل مقابل الحصول على المال. وقد تقدم التحالف المصري لمراقبة الانتخابات اليوم ببلاغ إلى لجنة الانتخابات الرئاسة تضمن تسجيل العديد من حالات للدعاية للمرشحين في 11 محافظة مطالبا اللجنة باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة من أجل منع هذه الانتهاكات وعدم تكرارها وسرعة التحقيق فيها بغية معاقبة مرتكبيها. وتعكس الاجراءات الأمنية المشددة المفروضة داخل اللجان الانتخابية وفي محيطها والتي جند لها 150 الف عنصر من القوات العسكرية بمختلف التجهيزات تديرها غرفة عمليات يشرف عليها أعضاء من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إضافة إلى آلاف من عناصر قوات الشرطة وأسلاك الأمن الأخرى والمجهزين باليات تعكس شدة التنافس في هذه الانتخابات التي تجري في أجواء هشة يسودها التوتر والقلق بفعل التطورات السياسية الأخيرة الناتجة عن حكمي المحكمة الدستورية برفض قانون العزل السياسي من جهة وحل مجلس الشعب من جهة أخرى. وقد عبر ناشطون سياسيون عن اعتقادهم بان القوى الصامتة هي التي سترجح كفة احمد شفيق إذا تم إقناعها بالمشاركة بقوة في الانتخابات لا سيما في ظل فقد الإخوان المسلمين لكثير من معاقلهم وشعبيتهم في المدن المصرية لعدم الوفاء بوعودهم الانتخابية السابقة وهو ما بينه تراجع كتلتهم الانتخابية من 18 مليون صوت في تشريعات مجلس الشعب إلى نحو 5.6 مليون صوت في جولة الرئاسيات الأولى. ويحظى احمد شفيق بدعم الأقباط الذين يمثلون كتلة انتخابية يصل عددها إلى نحو 1.8 مليون ناخب وكذا مريدي الطرق الصوفية والأشراف والذين تمثل كتلتهم الانتخابية ما بين 4.5 إلى 5 مليون ناخب إضافة إلى الكتلة الناخبة لأنصار الحزب الوطني المحل ورجال الأعمال واسر أفراد الجيش وقوات الأمن حسب توقعات المتتبعين. غير أن التيار الإسلامي الذي يمثل كتلة انتخابية تصل إلى نحو 6 مليون ناخب محسومة حسب تقديرات الصحافة إضافة إلى المتعاطفين معهم يبدو أنهم مقتنعون بان الحسم العددي سيكون لصالح مرشح الإخوان المسلمين بفضل الشبكة العملاقة للإخوان وإمكانياتهم المادية والبشرية التي توصف بأنها الأكبر في مصر بعد إمكانيات الدولة ويدللون على ذلك بحصول محمد مرسي حسب المؤشرات الأولية لتصويت المصريين في أهم أماكن تمركزهم في الخارج ولا سيما في دول الخليج على نحو 75 بالمائة من الأصوات. وقد جندوا أنصارهم لمراقبة أي عمليات تزوير أو توجيه للناخبين عبر مراكز الانتخابات لصالح غريمهم. وكانت حركة" مقاطعون" التي أعلنت مقاطعة جولة الإعادة قد وجهت نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لناشطيها إلى الاحتشاد في الميادين اليوم وغدا لتوصيل صوتهم إلى الرأي العام في إطار الحملة ضد التصويت. ومن المقرر أن تنطلق عصر اليوم مسيرات تنظمها هذه الحركة التي تضم نشطاء من عدة قوى سياسية لتطوف أمام اللجان الانتخابية بشعارات المقاطعة وهو ما يثير مخاوف من حدوث صدام مع قوات الجيش بعد تحذير لجنة الانتخابات أمس من أن قوات الأمن ستتعامل بحزم مع كل محاولة للتشويش على الانتخابات أمام اللجان لمسافة تقترب ما بين 200 و500 متر. وقد خلا ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ظهر اليوم من أي مظاهر للاحتجاج. كما سجل تراجع كبير في حركة السير بالقاهرة وذلك بسبب دخول ملايين العمال المغتربين إلى قراهم بعد قرار الحكومة منحهم إجازة مدفوعة الأجر يومي السبت والأحد وكذا تخفيضات في سعر وسائل النقل كإجراءات لتمكين هولاء المغتربين والبالغ عددهم حسب تقديرات شبه رسمية بنحو 11 مليون عامل من الإدلاء بأصواتهم.