أبرز المشاركون في اللقاء المنظم يوم الاربعاء بالجزائر تكريما لروح الفقيد محمد يحياتن أستاذ جامعي ومترجم دقة ترجمات الراحل في مسائل المفهومية وفي مسائل النحو و الدلالات و حقول أخرى حرصا منه على تقديم عمل وافي و مفهوم عن النص المترجم. وقال السيد محمد ساري أستاذ في الأدب العربي بجامعة الجزائر و مترجم وكاتب خلال هذا اللقاء التكريمي الذي خصته الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للكتاب و أدب الشباب للفقيد الذي رحل يوم 16 ماي الماضي ان أعمال الترجمة التي قدمها يحياتن جمعت بين الأعمال الأدبية العلمية و الروائية كانت قمة في الدقة و الصدق. وذكر بهذه المناسبة التي حضرها زملاء و أصدقاء المرحوم ان محمد يحياتن الذي التحق بمعهد الأدب و اللسانيات بعد دراسته للفلسفة تمكن من الاندماج بسهولة في المجموعة و استطاع بفضل إتقانه للغتين العربية و الفرنسية و أيضا تمكنه من اللغة الامازيغية من إثراء المكتبة الجزائرية بترجمة كتب و مقالات هامة سواء من الفرنسية الى العربية او من الامازيغية الى العربية. وشكل هذا اللقاء أيضا فرصة للذين عرفوه عن قرب من أساتذة و مترجمين للتذكير بخصال الرجل الذي كان له كما أكده المترجم و الكاتب سعيد بوطاجين جانب إنساني راقي كما كان يملك ثقافة عالية و حب القراءة و الاطلاع خاصة قراءة الأدب. وأبرز بهذا الصدد أهمية القراءة خاصة الأدبية بالنسبة للمترجم مما يسمح له كما قال بتقديم أعمال أدبية مترجمة بأسلوب جميل و شاعري و كان للرجل أيضا حسبه انضباط أكاديمي خاصة في الإعمال و الدراسات العلمية. ومن جهتها شددت السيدة خولة طالب الابراهيمي جامعية متخصصة في اللسانيات على الجهد الذي كان يبذله الفقيد في ترجمة المفاهيم و بعض المصطلحات و حرصه في حالة التردد على استشارة زملاءه و العارفين كما كان يبحث في التراث عن بعض المصطلحات التي لا يوجد مقابلها بالعربية و محاولة تكييفها و تجديدها قبل اللجوء للاشتقاق او التعريب. وتأسف المشاركون لرحيل هذا الجامعي الفذ في شبه صمت و قال الأستاذ عبد القادر بوزيدة احد زملاءه بهذا الشأن انه سيتم قريبا مع الدخول الجامعي القادم تنظيم يوم دراسي حول حياة الرجل و أعماله بجامعة تيزي وزو حيث درس لعدة سنوات. للتذكير، فإن الفقيد و هو من مواليد سنة 1953 بقصر الشلالة قد ساهم في مجال الترجمة بعدة أعمال نقدية علمية و أدبية حيث ترجم على سبيل المثال كتب أدبية و سياسية منها "الأمير عبد القادر فارس الإيمان" لمحمد شريف ساحلي و رواية "وردة في الهاوية" لعيسى خلادي و "لا مكان في منزل أبي "لاسيا جبار و غيرها.