دخلت حيز التنفيذ يوم الأحد القرارات التي اتخذتها السلطات التونسية والقاضية بمنح مواطني بلدان المغرب العربي حريات التنقل والتملك والاقامة والعمل. وبهذا الصدد اكد كاتب الدولة التونسي المكلف بالشؤون المغاربية والعربية والإفريقية عبد الله التريكي ان مواطني البلدان المغاربية سيكون لهم بداية من الفاتح جويلية 2012 "حق العبور" بمجرد الاستظهار ببطاقة الهوية عوضا عن جواز السفر إضافة إلى حقوق التنقل والعمل والتملك وذلك بمقتضى "اتفاقيات ثنائية مبرمة في هذا الشان منذ الستينات" مشددا على "اهمية تفعيل" هذه الاتفاقيات. وبين أن تفعيل هذه الاتفاقيات يهم الجزائر والمغرب وموريتانيا باسثناء ليبيا التي لم يتم اتخاذ خطوات معها "إلى حين عودة استقرار الأوضاع بها". للاشارة فان سفير الجزائربتونس عبد القادر حجار كان قد صرح في وقت سابق بان السلطات التونسية "تبنت" رسميا اجراءات لفائدة الرعايا الجزائريين المقيمين بتونس تتعلق بالحق في التنقل والملكية و العمل والاقامة وان الجهات الرسمية التونسية اطلعته على قرار الغاء رخص العمل و التملك التي كانت اجبارية ابان النظام السابق. وتطرق عبد الله التريكي إلى الجوانب الأمنية فأكد أن العبور إلى تونس عن طريق استظهار بطاقة الهوية الوطنية "لا يعنى عدم التثبت من هويات العابرين" مشيرا إلى "التنسيق الامني الكبير" بين البلدان المغاربية. وبين ان كل دراسات الجهات الاقتصادية والاوساط المالية العالمية تثبت ان تونس تخسر نقطتين في الترتيب الاقتصادي سنويا اي ما يعادل 40 الف منصب عمل في العام بسبب عدم تفعيل إتحاد المغرب العربي. ويرى ان الفضاء المغاربي الذي تعيش فيه 100 مليون نسمة والذي يتوفر على كل الموارد الطبيعية الممكنة للرقي الاقتصادي والاجتماعي "ليس امامه من خيارات سوى الوحدة والاندماج وفتح الحدود" على حد تعبيره. والجدير بالذكر أن الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي كان قد دعا في حديث ل (واج) إلى"اهمية اطلاق" العنان إلى حريات التنقل والاقامة والعمل والتملك معتبرا ان هذه الحريات تعد "تمهيدا" لاستكمال الصرح المغاربي مشددا على ان العوامل المشتركة كالدين واللغة والتاريخ والتقاليد تبقى "بمثابة اسس" تساعد على المضي قدما في البناء المغاربي. كما ان المرزوقي كان قد تقدم بمقترح مفاده منح الحق للمواطنين المغاربيين المقيمين بتونس في المشاركة في الانتخابات البلدية على أن يدرس هذا الاقتراح في المجلس التأسيسي. من جهة أخرى كشف عبد الله التريكي ان مؤتمر القمة المغاربية التي سيعقد بتونس خلال شهر أكتوبر المقبل "يحمل في طياته قرارات جريئة من أجل التسريع في تفعيل الإتحاد المغاربي بما يخدم كل دول الفضاء المغاربي".