ظهرت بوادر السهرات الرمضانية في أولى أيام شهر رمضان المبارك بالنظر إلى اشتياق الكل إلى الأجواء الرمضانية المميزة التي تزور العائلات في كل سنة تزامنا مع الشهر الفضيل، ففيما يختار البعض زيارة المساجد مباشرة بعد وجبة الإفطار لأداء صلاة التراويح يفضل البعض الآخر مرافقة العائلة إلى المنتزهات العائلية والشواطىء من أجل أكل المثلجات التي تعرف إقبالا كبيرا بعد أن وفرتها أغلب المحلات والمطاعم لهواة التجوال ليلا. عرفت مقاطعات من العاصمة على غرار باب الوادي، ساحة أودان، ساحة أول ماي حيوية ونشاط منقطع النظير في الأيام الأولى من الشهر الفضيل ميزتهما تنقلات العائلات ليلا هنا وهناك، ورافقت تلك التنقلات المثلجات التي عرفت إقبالا عليها هي الأخرى من أجل إطفاء نار العطش التي تحملها الصائمون لساعات خلال اليوم، ومن يرى العاصمة في رمضان لا يصدق أنها عاصمة البلاد التي عرفت سباتا عميقا طيلة أشهر السنة ويعود رمضان من كل سنة ويفك عنها غمام الحزن والسكون والجمود وتحل محلها الحركة والأضواء والبهجة والفرحة التي تملأ القلوب بحلول الشهر الكريم الذي يضفي أجواء مميزة لا تضاهيها أجواء أخرى. كما عرفت شواطىء البحر توافدا كبيرا من طرف العائلات في الفترات الليلية من أجل استنشاق تلك النسمات الليلية بمحاذاة البحر، ومن الشبان من ذهبوا حتى إلى السباحة والغطس في الماء لنسيان حرارة اليوم وشقائه. اقتربنا من شاطىء الكيتاني ليلا ووقفنا على تلك الأجواء المميزة التي عرفها المركب بعد أن فتح أبوابه للعائلات بتوفير الظروف اللائقة لاستقبالهم هناك، زادتها ألعاب الأطفال رونقا وتميزا وصار المركب يستقطب العائلات من كل حدب وصوب لعيش تلك الأجواء البهيجة المقترنة بالسهرات الرمضانية ورائحة الشواء المنطلقة من بعض المحلات هناك دون أن ننسى الشاي متبوعا بأنواع المكسرات التي عرضت للزبائن وصنعت أجواء بهيجة على مستوى المركب وتلألأت فيه أضواء الألعاب وزادتها تنقلات الزوار بهجة وفرحة عششت في قلوب الصائمين المبتهجين بقدوم الشهر الكريم وبأداء أهم ركن. انتهزنا الفرصة واقتربنا من بعض المتجولين فبينوا ارتياحهم من ظروف استقبال الزوار على مستوى المركب بالنظر إلى الأجواء المميزة التي تخيم على المركب في كل وقت، وزادت حدتها مع بلوغ رمضان منهم السيد منير الذي قال إنه جاء برفقة زوجته وأولاده بعد أن ألحوا عليه الذهاب إلى هناك، وفعلا لم يندم وتجاوب مع تلك الأجواء المميزة التي صنعها التوافد الكبير للجمهور وكذا ظروف استقبال الزوار وتوفير أغلب الضروريات من أجل ضمان راحتهم على غرار مقبلات السهرة وكذا المثلجات والمكسرات، والأهم من هذا وذاك هو توفر الأمن مما يضمن تنقل العائلات بسلام و يجعل المكان مكانا عائليا مائة بالمائة بتوفر كل الظروف الملائمة. وبين المساجد والمنتزهات العائلية و شواطىء البحر اختار الجزائريون اجتياز رمضانهم لهذه السنة وكلهم عزم على ترسيخ ذكريات جميلة يعيشون أجوائها وسط الأهل والأحباب.