يحيي الشعب الجزائري بعد غد الأحد عيد الفطر المبارك على غرار باقي شعوب العالم الإسلامي في جو من التكافل والتآزر الإجتماعي وفي ظل اتخاذ جملة من الاجراءات لتمكين المواطن من قضاء هذه المناسبة الدينية في أحسن الظروف. واستعدت العائلات الجزائرية لاحياء عيد الفطر من شهر الصيام بتنظيف المساكن والاحياء وكذا بيوت الله بمشاركة الكثير من المتطوعين خاصة منهم الشباب. في هذه الاثناء تتردد ربات البيوت على مختلف محلات بيع المستلزمات لتحضير مختلف الحلويات التقليدية والعصرية التي تزين موائد العيد. وتتفنن النساء في صناعة هذه الحلويات مستعينات تارة بكتب الطبخ وتارة أخرى بالحصص التلفزيونية والاذاعية المخصصة لذلك. ولا تكتمل فرحة العيد الا بارتداء الاطفال حللهم الجديدة التي يتعب الاولياء في ايجاد ما يناسب أذواق اطفالهم وفق ميزانيتهم التي انهكتها مصاريف شهر رمضان. ويتردد الاولياء على مختلف المحلات والاسواق والمساحات الكبرى في سعي لتلبية مطالب فلذات اكبادهم كل واحد وفق امكاناته المالية يحدوهم أمل واحد هو ادخال الفرحة على نفوس ابنائهم. ويحتفل الجزائريون بهذه الشعيرة الدينية في اجواء متميزة تعكس القيم السامية للدين الاسلامي الحنيف اذ يغتنمون هذه الفرصة لتمتين اواصر المحبة بينهم وذلك من خلال تبادل الزيارات والتهاني. وللمرضى الذين اجبرتهم حالتهم الصحية على المكوث بالمستشفى نصيب من هذه الزيارات حيث لا يتردد الكثير من المواطنين والجمعيات في تفقد هؤلاء ومحاولة ادخال ولو للحظات قصيرة شيئا من الفرحة والدفء العائلي على هذه الفئة طريحة الفراش. من جانبها برمجت بعض الجمعيات الخيرية زيارات ميدانية لمختلف المستشفيات ودور المسنين واليتامى والمؤسسات العقابية على المستوى الوطني لتقاسم فرحة العيد مع هذه الفئات من المجتمع التي لم تتمكن من قضاء عيد الفطر مع ذويها. فالكشافة الإسلامية برمجت جملة من الزيارات من بينها زيارة فوج الأمير خالد إلى مستشفى مصطفى باشا في اليوم الأول من العيد في حين سيؤدي فوج نور الهدى زيارة لدار العجزة بسيدي موسى. وتندرج هذه المبادرات ضمن الاعمال التضامنية التي قامت بها الكشافة الإسلامية خلال شهر رمضان حيث تكفلت بتوفير لباس العيد لأزيد من 3 آلاف يتيم وكذا تقديم أكثر من 10 ألف وجبة ساخنة يوميا . من جهتها، ستقوم وكالة التنمية الإجتماعية التابعة لوزارة التضامن الوطني والأسرة في ثاني أيام العيد بزيارات للمراكز الخاصة بالمسنين ومصالح طب الأطفال ومصالح الامراض المزمنة من أجل مشاركة المرضى و المسنين أجواء العيد . من جانبهما ستقوم جمعية "التكافل والتضامن" و مؤسسة ترقية وتطوير البحث الطبي ( فورام) بخرجات ميدانية للمستشفيات. وتوازيا مع التحضيرات لعيد الفطر اتخذت جملة من الاجراءات من طرف عدة مصالح لتوفير الخدمة العمومية والسهر على راحة وأمن المواطن. وفي هذا الشأن عززت مصالح الدرك الوطني تشكيلاتها العملياتية الساهرة على خدمة المواطن على مستوى كل ولايات الوطن. كما أكدت هذه المصالح انها "ستضمن السيولة المرورية لتنقل الأشخاص في مختلف الاتجاهات لقضاء فترة العيد مع ضمان نفس التشكيلة خلال العيد وما بعده أي خلال اليومين المواليين". ووضعت القيادة العامة للدرك الوطني الرقم الأخضر 10.55 تحت تصرف المواطنين من أجل تلبية نداءاتهم و طلباتهم و أيضا للتدخل والنجدة والإسعاف في حالة الضرورة. ولتسهيل حركة تنقل المواطنين خلال يومي عيد الفطر كيفت مختلف مؤسسات النقل برامجها لضمان تنقل أكبر عدد ممكن من المسافرين باتجاه مختلف أنحاء الوطن في أحسن الظروف متكفلة بذلك بالطلب الكبير عن التنقلات الذي تعرفه مثل هذه المناسبات. وقد اتخذت شركة سوقرال (محطة الخروبة) جميع التدابير والإجراءات لتسهيل تنقل حوالي 70 ألف مسافر انطلاقا من العاصمة باتجاه مختلف ولايات الوطن مع تدعيم الخطوط التي يكثر عليها الطلب على غرار الرحلات باتجاه الشرق الجزائري . وأضاف نفس المصدر أن الخطوط التي من المتوقع أن تستقطب عددا كبيرا من المسافرين "تم تدعيمها برحلات إضافية حسب الطلب قد يصل عددها إلى 20 رحلة يوميا" على غرار الرحلات المتوجهة إلى ولايات الشرق الجزائري كقسنطينة و سطيف و بعض الولايات . وأبقت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على جميع قطارات الخطوط الطويلة والقطارات الجهوية مع إحداث بعض التغييرات في أوقات سير قطارات الخطوط الطويلة خلال يومي عيد الفطر المبارك . أما مؤسسة تسيير وصيانة ميترو الجزائر فقد جندت أزيد من 300 عامل لتقديم خدماتها لحوالي 50 ألف مسافر متوقع تنقلهم اثناء يومي العيد مع عودة العمل بتوقيت ايام الافطار اي من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية العاشرة مساء.