خصصت الصحافة الوطنية الصادرة صباح يوم الأحد مساحات هامة من صفحاتها الى خبر وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد واصفة اياه ب"رجل الانفتاح و أب التعددية" وغيرها من الصفات التي تبرز مناقب الرجل. وفي هذا الإطار كتبت يومية "الخبر" في صفحتها الأولى "الجزائر تودع رجل الانفتاح" متطرقة في مقالات مختلفة الى مسيرة رئيس الدولة الذي حكم الجزائر لمدة 13 سنة. ومن بين هذه العناوين أوردت "الخبر" ان الرئيس الراحل —المنتقل الى ذمة الله يوم أمس السبت عن عمر يناهز ال83 سنة— "عرف بطيبته خلال الثورة و انضباطه بعد الاستقلال" وانه "أزهد العسكريين في السلطة و محبوب خلال الثورة" كما كتبت في مقال آخر ان الشاذلي كان رئيسا "عاديا". كما قدمت "الخبر" قراءة في المسيرة السياسية للرجل في منصب المسؤول الاول للبلاد التي انطلقت يوم 7 فيفري 1979 و انتهت في 11 جانفي 1992 معتبرة ان هذه الفترة "بدأت بالرخاء و انتهت بأزمة خانقة". أما يومية "النهار" فقد افتتحت عددها لنهار اليوم على خبر وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد بعنوان رئيسي "أب التعددية.. في ذمة الله" و قالت في هذا الشأن بأن المرحوم يعد "فاتح التعددية و الديمقراطية في الجزائر" مذكرة بتزامن وفاته مع الذكرى ال24 لأحداث الخامس أكتوبر 1988 التي أعقبها دخول الجزائر في عهد التعددية. كما تطرقت "النهار" —التي ذكرت أن مذكرات هذه الشخصية ستصدر قريبا— الى جوانب من شخصية ثالث رئيس للجزائر المستقلة مستندة الى شهادات لعدد من الشخصيات البارزة التي عاصرته اذ وصفت المرحوم ب"الأنيق" و "محب الرياضة". من جهتها عنونت يومية الشروق على صفحتها الاولى "الشاذلي بن جديد .. محبوب الجزائريين وأب الديمقراطية". و جاء في افتتاحية هذه اليومية أن الرئيس الشاذلي "كان قويا في مواجهة التحدي السياسي الكبير الذي فرض على الجزائر بسبب موقفها المبدئي والراسخ من القضية الفلسطينية" خالصة الى القول ان الجزائر "تودع اليوم واحدا من أعلامها وصناع دولتها المعاصرة.. واحدا من مجاهديها الكبار الذين ثبتو على طريق الثورة ومصلحة الجزائر العليا". كما ذكرت ذات الجريدة بانه كان للرئيس بن جديد "الفضل الأكبر في إتمام بناء الجامعة الاسلامية " مبرزة ان الشيخ محمد الغزالي الذي عاش في مدينة قسنطينة قرابة الست سنوات كان كلما تحدث عن هذا الرجل إلا و"أثنى عليه". كما عادت "الشروق" الى أهم الأحداث التي عاصرها المرحوم من بينها رفضه مشاركة الجيش الجزائري في حرب الخليج الاولى سنة 1991 (غزو الكويت من قبل العراق) و احتضان الجزائر للمؤتمر الذي تم خلاله الاعلان عن "قيام دولة فلسطين" سنة 1988. أما يومية "الشعب" فكتبت هي الأخرى في افتتاحيتها ان الرئيس الشاذلي كان "حريصا كل الحرص على الاطلاع على كافة الأحداث و كل ما يجري في الساحة الوطنية بكل التفاصيل رغم محاولات البعض حجب حقائق معينة عنه لا تخدمهم". بدورها اهتمت "الفجر" بخبر انتقال الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الى ذمة الله مذكرة في افتتاحيتها هي الاخرى أن هذا الرجل "هو من أعاد علاقة الأخوة مع المغرب" و في عهده "تراجعت الجزائر عن الخيار الاشتراكي كأسلوب تسيير". من جانبها ذكرت يومية "ليكسبريسيون" أن الشاذلي بن جديد الذي يعد "رائد الاصلاحات" في الجزائر يعد أيضا "أول رئيس للجزائر يقدم استقالته". وفي ذات السياق قالت "لوسوار دالجيري" ان أكتوبر 2012 "هو آخر أكتوبر للشاذلي بن جديد" مقدمة شهادات لمجموعة من الشخصيات التي عاصرت الرجل. من جانبها افتتحت يومية "المجاهد" الناطقة باللغة الفرنسية عددها ببرقية التعزية التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لأسرة الرئيس الاسبق بن جديد مذكرة بأن الرجل "واكب المسار الديمقراطي للجزائر". وحسب ذات اليومية فإن الفقيد شدد على دار النشر التي طبعت مذكراته ان يكون صدورها في الفاتح نوفمبر 2012 بمناسبة مرور 58 سنة على اندلاع الثورة التحريرية. بدورها تطرقت "ليبرتي" الى مسيرة الرئيس بن جديد الذي ترأس الجزائر خلفا للرئيس هواري بومدين" في حين وصفت "الوطن" الناطقة بالفرنسية المرحوم ب"رئيس فترة مضطربة". من جانبها لفتت يومية "لوكوتيديان دورون" أن وفاة الرئيس بن جديد تزامنت هذه السنة مع وفاة شخصيات من جيله أثرت في تاريخ الجزائر وساهمت في نيل الاستقلال على غرار الرئيس الأسبق أحمد بن بلة والمجاهد عبد الحميد مهري المتوفيان منذ أشهر.