تعيش المدن السورية على وقع الدمار الكبير الذي لحق ببناها التحتية من مصانع ومدارس إلى جانب الاماكن الاثرية التي يعود بعضها لالاف السنين كالمسجد الأموي في حلب في ظل استمرار القتال الذي دفع بالاف السوريين إلى مغادرة ديارهم نحو دول الجوار . ووفق المجلس الوطني السوري فان موقف اللاجئين السوريين ومعاناتهم شديدة لان حجم المساعدات لا يلائم حجم الكارثة الانسانية التي يتكبدونها . وأكد المجلس أن القضية السورية اصبحت قضية انسانية اكثر منها سياسية ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة مساعدة هؤلاء على اجتياز محنتهم. من جهتها أعربت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا عن قلقها البالغ إزاء الأخبار التي يتم تداولها كل يوم عن المعاناة الشديدة للسكان والأضرار التي تلحق بالتراث الثقافي في جميع أنحاء البلاد مشيرة إلى الأضرار التي لحقت بمدينة حلب القديمة وبأسواقها قبل حوإلى عشرة أيام. وادانت بوكوفا استهداف المسجد الأموي الذي قالت انه يجسد القلب النابض للحياة الدينية في مدينة حلب والذي يعد من أجمل المساجد الإسلامية في العالم . كما اشارت إلى تعرض القرى القديمة في شمال سوريا التي أدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 2011 لأضرار جسيمة منها كنيسة القديس سمعان العمودي ذات القيمة الاستثنائية التي شيدت في العصر البيزنطي . وناشدت المسؤولة جميع أطراف النزاع أن تراعي القيمة التاريخية والأهمية الرمزية الكبيرة لهذا التراث الثقافي الذي تعتبر مسؤولة عن حمايته اليوم وفي المستقبل أمام البشرية جمعاء محذرة ان مساءلة أطراف النزاع لن تقتصر على الخسائر المأساوية في الأرواح بل ستشمل أيضا الأضرار التي ألحقت بالممتلكات التراثية التي تقف شاهدة على تاريخ البشرية". وفي بروكسل أجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير سلسلة من المحادثات في بروكسل اليوم مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية كاثرين آشتون والمفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جورجيفا والأمين التنفيذي العام لهيئة العمل الخارجي الأوروبي بيار فيمون تناولت الوضع الإنساني بسوريا . وبحثت الاطراف في المجالات الرئيسية لعمل اللجنة الدولية في سوريا وسبل تنسيق التحركات لمواجهة تردي أوضاع النازحين السوريين في هذه المرحلة. وقد ولد التقاتل بسوريا وضعا انسانيا صعبا للمواطن السوري من صوره غلاء المعيشة وتعذر اقتناءه حاجياته بسبب تعطل العديد عن العمل جراء تهدم اماكن عملهم. وفي هذا السياق حذر برنامج الاغذية العالمى التابع للامم المتحدة اليوم من الغلاء الكبير فى اسعار المواد الغذائية فى سوريا بعد ارتفاعها فى بعض المناطق اكثر من الضعف منذ اندلاع الازمة . وقالت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بيرس خلال موتمر صحافى نرى مع تزايد العنف فى بعض المناطق ارتفاعا متواصلا فى الاسعار مشيرة إلى ان الاسعار ارتفعت اكثر من الضعف فى المناطق التى تدور فيها المعارك وفى بعض المناطق ارتفعت الاسعار بنسبة 20 فى المئة. وتلقى حوإلى 4ر1 مليون شخص فى سوريا مساعدات من برنامج الاغذية العالمى بواسطة الهلال الاحمر السورى منذ التاسع من شهر سبتمبر الماضى. كما تسبب النزاع في سوريا بنزوح قرابة 2ر1 مليون شخص فى سوريا حسب تقارير الامم المتحد ة . وبحسب الارقام التي اعلنها أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري فإن اكثر من 80 الف لاجئ سوري يلوذون بالاراضي التركية ويتوزعون في 12 مخيما انسانيا إلى جانب الاف اخرين يقيمون في قرى حدودية بعضهم عند اقارب لهم في الجانب التركي. وفي تقريرها الاسبوعي ذكرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء من جهتها ان عدد النازحين السوريين إلى لبنان والمسجلين لدى الجهات اللبنانية والأممية المعنية بلغ 94 ألف . وأعرب التقرير عن القلق من توارد بعض التقارير التي تفيد بوصول عدد من الأطفال السوريين إلى لبنان دون ذويهم بسبب العقبات التي يواجهها الآباء والأمهات أثناء محاولتهم اجتياز المعابر الرسمية حيث يعمد الكثير منهم لوضع أطفالهم في عهدة أفراد من خارج الأسرة لإيصالهم إلى بر الأمان في لبنان لقاء رسم معين. من جهتها اشارت السلطات الأردنية اليوم إلى ارتفاع أعداد السوريين داخل المملكة حاليا إلى حوالي 215 ألفا موزعين على مختلف المحافظات الأردنية من بينهم 107 آلاف مسجلين أو في انتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. ووفق المنسق العام لشئون اللاجئين السوريين بالأردن فأن عدد اللاجئين السوريين في مخيم "الزعتري" ارتفع إلى 37 ألفا. في غضون ذلك تتواصل على الارض العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري حيث قتل اليوم 59 شخصا بينهم 16 فى مدينة الميادين بدير الزور. كما اعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أفادت فى وقت سابق اليوم بمقتل 20 شخصا بنيران القوات السورية فى أنحاء متفرقة من البلاد مشيرة إلى معظم القتلى سقطوا فى مدينة حلب الواقعة شمال البلاد.