خصص منتدى الثقافة الجزائرية للإذاعة الثقافية الحصة التي أذيعت سهرة الأحد الى الاثنين بمناسبة الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة و التلفزيون في 28 أكتوبر 1962 للحديث عن الإذاعة السرية إبان الثورة التحريرية. واستضافت بالمناسبة المجاهد العقيد عمار معمري احد المشرفين على هذه الإذاعة التي كانت تسمى ب"إذاعة الجزائر الحرة المكافحة " و التي تعتبر نواة الإذاعة الجزائرية كما قال الضيف حيث كانت سلاحا مجديا في يد الثوار تضاهي فعاليته الأسلحة الحربية. واستطاعت هذه الإذاعة التي أنشئت بوجدة بالمغرب في بداية 1957 و انتقلت بعد فترة توقف إلى منطقة الناظور شمال المغرب كما أكد مديرها الفني السيد معمري لغاية أواخر 1959 من أداء مهمة إعلامية و دعائية أوصلت صوت الجزائر إلى جميع أنحاء العالم كما زعزعت ثقة المستعمر في قدرته على مواجهة الثورة و الثوار كما يدعي. و كانت هذه الحصة مناسبة لتعريف المستمعين بأهمية و دور الاتصالات اللاسلكية بالنسبة لجبهة وجيش التحريرالوطنين في تلك الفترة حيث بادرت سنة 1956 بعد التحاق الطلبة بالجبهة تلبية لندائها بالتكوين في هذا المجال الحساس كما أوضح . و رغم قلة الإمكانيات والتجربة استطاعت الإذاعة السرية التي كانت متنقلة في البداية هروبا من عيون المستعمر أن تحقق أهدفها في زرع الخوف في قلوب المستعمر و بعث الثقة في نفوس الجزائريين و فك العزلة الإعلامية عنهم في الداخل كما قال المتحدث معتبرا أن هذه الاذاعة استطاعت بعد ان استقرت في الناظور ان تبث يوميا لمدة ساعتين ابتداء من الثامنة مساء . واشار الى انها كانت تبدأ بثها بالنشيد الوطني متبوعة بأخبار عن كل ما يجري في الوطن مع التركيز على أخبار المعارك و خسائر العدو موضحا انه في البداية لم تكن لديها الأناشيد الوطنية لانها لم تسجل بعد فاستعان الطاقم ببعض الأغاني و الأناشيد المصرية مثل " ياطير ياطاير خذ البشاير روح للجزائر ". و ذكرمعمري خلال الحصة بالإرادة و العزيمة التي كان يتحلى بها الطاقم الذي لم يتجاوز عدده ال7 أشخاص كانوا يعملون على إيصال المعلومة بكل الوسائل رغم قلة الإمكانيات حيث كانت الاخبار تبث عن طريق مركزين تم تدعيمهما بثالث في نهاية سنة 1959 و استيديو واحد داخل شقة. و ذكر انهم كانوا يكثرون من عدد الموجات للهروب من التشويش الذي يمارسه المستعمر لمنع صوت الجزائر من الوصول إلى أبناءها. و ابرز معمري ايضا الجهود التي كان يبذلها قادة الثورة لتوفير كل الإمكانيات لإنجاح عمل الإذاعة خاصة في ما تعلق بالوثائق و الكتب التقنية الضرورية للطاقم للقيام بإصلاح و صيانة الأجهزة البسيطة التي تملكها. و قد تواصل بث هذه الإذاعة بالناظور إلى غاية الاستقلال في 5 جويلية 1962 وتقديم أخبار عن الثورة و اظهار للعالم بشاعة الاستعمار و مجازره ضد السكان العزل. كما كانت حريصة على اسماع صوت الجزائر في كل المحافل الدولية و ساهمت من موقعها في تحقيق حلم الجزائري في العيش ف كنف الحرية و الاستقلال كما قال .