دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول "الموروث الثقافي الشعبي الجزائري.. واقع و آفاق " يوم الإثنين ببومرداس إلى تشكيل تنظيم جمعوي وطني من أجل المساهمة في جمع و تثمين التراث الشعبي عبر الوطن. وشدد منشطو ندوة حول "التراث الشعبي و تثمينه بالجزائر" المنظمة في اليوم الثالث و الأخير من فعاليات الملتقي منهم الدكتور عاشور سمرقة و الدكتورة سامية جباري على الدور الأساسي و الفعال للجمعيات في " جمع و أرشفة" التراث الشعبي "كما هو الحال في مختلف بلدان العالم". وأوضحوا أن هناك بعض الجمعيات على المستوى المحلي تقوم "بنوع من التنشيط" في المجال و جمع التراث "و لكن فيه حاجة ملحة" إلى "جمعية وطنية" تعمل على " جمع و ضمان ترقية حقيقية للتراث بكل مكوناته". و من جهته أوضح الدكتور صالح جديد أن الدعوة لإنشاء هذه الهيئة تأتي في ظل "غياب هيئة وطنية رسمية " متخصصة في جمع و تسجيل هذا التراث رغم أن الجزائر "لعبت دورا كبيرا دوليا" في سن الاتفاقيات التي تعتني بالتراث وخصوصياته المحلية على مستوى منظمة اليونسكو. و يرى الدكتور عبد الحميد بورايو من جهته أن هناك "عملا مؤسسيا رسميا " في المجال من طرف الدولة "لكن المشكل يكمن في التطبيق و العناية" مضيفا أنه "لا يوجد لحد الآن في الجزائر جهة أو هيئة رسمية تهتم بجمع و تسجيل التراث الشعبي كما هو الشأن في عدد من الدول". وأضاف أن "الموجود في الجزائر حاليا هو مراكز متخصصة في البحث في التراث في كل من وهران و الجزائر العاصمة". كما شدد أساتذة آخرون على ضرورة "إنشاء مركز وطني متخصص" في عمليات تسجيل و إحصاء و جمع و الحفاظ على التراث الشعبي و توفيره للباحثين و للأجيال القادمة". و دعا المشاركون من جهة أخرى إلى ضرورة " تقييم" و" النظر الجدي" في وضعية التراث الشعبي الوطني و إلى معرفة "أين وصلت عملية العناية به وما الذي يمكن فعله لترقيته مستقبلا خاصة من الناحية التنظيمية". وتم بعد اختتام المناقشات اقتراح هيئة تحضيرية موسعة من أجل "التحضير والإعداد لإنشاء جمعية وطنية لجمع التراث و فروعها عبر الوطن". و يذكر أن هذا الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه دار الثقافة و بإشراف من وزارة الثقافة عرف مشاركة زهاء 30 خبيرا و دكتورا باحثا من مختلف جامعات الوطن و سيسدل الستار عنه مساء اليوم بعد 3 أيام من الأشغال.