أكد حمود صالحي استاذ بجامعة ولاية كاليفورنيا الامريكية يوم الاثنين بالجزائر أن السياسة الامريكية تجاه دول العالم العربي تميزت "بالاستمرارية" موضحا أن الدخول في شراكة دولية لحل الازمات وتشجيع التنمية الاقتصادية ونشر مبادئ الديموقراطية أصبحت ضمن مميزات استراتيجيتها الكبرى. وأوضح صالحي في محاضرة حول "السياسية الامريكية في العالم العربي في حالة تحول" بمنتدى المجاهد ان الولاياتالمتحدة "بدت وكانها متأثرة أو متفاجئة بما يجري في دول المنطقة" وأن المواقف الامريكية "كانت عبارة عن ردود فعل لما يجري بالمنطقة ". و أضاف قائلا "مازلنا لم نر نظرة شاملة للولايات المتحدة بهذا الشأن" مبينا ان الولاياتالمتحدة "عكس ما كانت عليه سابقا اصبحت تدخل حسابات اخرى للتدخل في الصراعات بالمنطقة ". و أوضح صالحي في هذا الخصوص أن ما يطلق عليه "التكافؤ الدولي" والدخول في شراكة دولية لفض الصراعات اصبحت "أحد مميزات الاستراتيجية الكبرى للسياسة الامريكية الحالية". فالنظرة الامريكية الحالية كما أوضح المتدخل "تختلف عن سابقتها حيث باتت تراعي اكثر الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاقتصاد الحر والعمل على نشر مبادئ الديموقراطية الامريكية" مشيرا الى تقرير امريكي حديث جاء فيه انه بحلول 2025 سيكون 57 بالمائة من سكان المنطقة في قسم العمالة في حالة تطبيق برامج التنمية. وقال المتحدث أن الحل الدبلوماسي والعمل مع منظمات اخرى "بات اكثر نجاعة في السياسة الامريكية مع مطالبة دول المنطقة باجراء انتخابات والاهتمام اكثر بدور المراة والتعليم في المجتمع العربي وتشجيع الحريات العامة والتي كانت غائبة كما أشارت اليه التقارير والدراسات الامريكية". وأشار الى جملة من العوامل ساهمت في تغيير الاتجاه الامريكي بشان هذه الصراعات منها الازمة الاقتصادية العالمية والراي العام الامريكي خاصة بعد فشلها في كل من العراق وافغانستان مع ما تبعه من نفقات ضخمة . و أشار المحاضر الى التدرج في المواقف الامريكية ازاء دول منطقة العالم العربي حيث كانت سابقا منتقدة للانظمة "بسبب غياب الديموقراطية خاصة مع بروز ظاهرة الارهاب" الذي كما قال بات "يهدد الولاياتالمتحدةالامريكية" . و أضاف صالحي ان ما يميز السياسة الامريكية الحالية هو اهتمامها اكثر بالجانب الاقتصادي واندماج السوق العربية في السوق العالمي والاصلاحات بالمنطقة. وبشان موقف واشنطن من الازمة التي تجري بمالي قال صالحي "ان موقف واشنطن هو عدم التدخل في الازمة لوحدها والعمل مع شريك وايجاد طريقة تربط مصالحها بهذا التدخل" مع احتمال تقديم مساعدات. وفيما يخص موقف واشنطن من النزاع الدائر في سوريا قال ان الولاياتالمتحدة ترى ان الوسيلة في حل الازمة "هو تغيير النظام" وانها "مهتمة بتطويق الازمة خاصة مع استفحال مشكل اللاجئين السوريين وتاثيرها على الدول المجاورة".