تلمسان - أكد المدير العام للغابات السيد محمد صغير نويل اليوم الأحد بتلمسان أن الحرائق تشكل أكبر التهديدات التي تواجهها الغابات على مستوى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وأبرز السيد نويل في لقاء مع الصحافة على هامش الأسبوع الغابي المتوسطي الثالث أن النيران التي نشبت في الصائفة الماضية و مست العديد من غابات البحر المتوسط قد نجمت عن تغير المناخ وارتفاع قياسي للحرارة خصوصا في جويلية وأوت مما أدى إلى إتلاف المساحات الشاسعة للغابات وتدمير الممتلكات وإزهاق الأرواح مثل ما حصل في اليونان التي سجلت بها حوالي 70 ضحية. ولمواجهة هذه الأخطار على مستوى الجزائر وضعت المديرية العامة للغابات حسب مسؤولها استراتيجية هامة تعتمد على تسخير الوسائل الضخمة للإطفاء وتجنيد طاقات بشرية متخصصة ومدعمة بلجان متطوعة تتكون أساسا من السكان المجاورين للغابة. وتتمثل هذه الامكانيات في شبكة للمراقبة متكونة من 480 مركز للرصد المبكر لبؤر الحرائق قبل انتشارها وتجنيد 450 فرقة متنقلة مدعمة بكل الوسائل ونشر نقاط المياه وفتح مسالك جديدة داخل الغابات إضافة إلى تعبئة 1800 لجنة من سكان الريف للمساهمة في الوقاية ومكافحة الحرائق. وحسب ذات المتحدث فإن الحريق الذي لا تتجاوز رقعته 5 هكتار يكون سهل التطويق قبل أن يذكر بأن 50 بالمائة من الحرائق التي اندلعت السنة الماضية بغابات الجزائر لم تتجاوز هده المساحة الشيء الذي يبرز مدى فعالية الجهاز المسخر للتدخل ونجاعة الإستراتيجية الموضوعة. وإلى جانب الظروف المناخية فإن الإنسان يتسبب في الحرائق يضيف المدير العام للغابات الذي أوضح أن 85 بالمائة من هذه الحرائق غير متعمدة ونتيجة إهمال ولا وعي والنسبة المتبقية ناجمة عن أفعال متعمدة وإجرامية والمتسببون فيها قد نالوا جزاءهم بالسجن و الغرامة المالية.