قدمت مساء يوم الخميس بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة مسرحية جديدة للفنان احمد رزاق بعنوان "هن و الرجال قليل " في عرض شرفي أمام جمهور من المدعوين في انتظار عرضها يوم الجمعة أمام الجمهور . تميز هذا العمل الدرامي الجديد الذي أنتجه الديوان الوطني للثقافة و الإعلام في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال بالتفتح على الفضاء ألمغاربي من خلال التعاون مع ممثلات من المغرب و تونس و مصر في أداء ادوار المسرحية إلى جانب الفنان احمد رزاق كاتب و مخرج النص الذي أدى الدور الرجالي الوحيد . و تعالج هذه المسرحية بأسلوب كوميدي خفيف موضوع العولمة و ما نتج عنها من صراعات و تمزقات في العديد من مناطق العالم لاسيما المنطقة العربية التي عاشت في الآونة الأخيرة مجموعة من الانتفاضات و الثورات . اختار كاتب النص و مخرجه " المطار "هذا الفضاء الواسع الذي تلتقي فيه يوميا المئات من الناس و تفترق في ذهاب و إياب نحو مسارات مجهولة ليحتضن أطوار وتطورات أحداث المسرحية التي تجمع صدفة بين ثلاث فتيات (من المغرب و تونس و مصر) تأخرت رحلاتهن نحو أوطنهن بسبب الاضطرابات الجوية في زمن الصيف كما لاحظت احدهن مستغربة الأمر. وسط تلك الأجواء المشحونة بالقلق و التذمر لهذا الطارئ يظهر شاب يبحث عن فتاة (صاحبة حذاء احمر ) أعطاها موعدا افتراضيا هنا بعد أن تعرف عليها عن طريق الفايسبوك و لا يعرف عنها سوى الحرف الأول من اسمها و انها تلبس حذاءا احمر . تشاء الصدف ان تنطبق تلك الأوصاف على الفتيات الثلاث (ميمونة و مها و مهدية) فيحتار الشاب أمام الأمر الواقع و يحاول اكتشاف حبيبته و تبدأ الصراعات بينهن حيث بعد رفض كل واحدة للشباب يتصارعن من اجل الفوز بقلبه . أثناء التخاصم و التراشق بالكلمات تظهر الكثير من المواقف الهزلية التي تواصل معها الجمهور . و قد ساعد الديكور البسيط للعرض التي اكتفى بمجموعة من المقاعد الى جانب لوحة الالكترونية تعلن عن مواعد الرحلات في تحرك الشخصيات بكل حرية ما أعطى انطباعا بسعة المكان خاصة و ان المخرج جمع بين المشاهد التمثيلية و الرقصات التعبيرية الى جانب الحركة الدؤوبة للمسافرين بحقائبهم من أجناس مختلفة (أسيويين و خليجيين ...) و هي ادوار ثانوية آدها طاقم التمثيل . كما منحت مرونة لغة النص كامل الحرية للشخصيات الأربع باستعمال لهجاتها في التواصل مما أعطى صورة قريبة من الواقع استلطفها الجمهور الذي تجاوب كثيرا مع المشاهد القوية في المسرحية كما جاء أداء الممثلين حرا و قريب من الحياة اليومية . و كان مخرج العرض احمد رزاق قد صرح من قبل أن هذا العمل يحمل بعدا مغاربيا وهو دعوة للشباب لتجاوز الفوارق والحساسيات بالتقارب و توطيد العلاقات بين شعوب المنطقة . قامت بأداء ادوار الفتيات الثلاث كل من الممثلة المغربية ماجدة زبيدة و التونسية خديجة اليازيدي التي صممت السينوغرافيا و الممثلة المصرية ذات الأصول الجزائرية نريمان مشعل