خيب العرض المسرحي السوري "قبعة المجنون" أول أمس آمال جمهور بشطارزي، فقد انتظر برمجة المسرحية على أساس أنها ستصنع الفرجة ولكن.. الاقتباس عن بيرانديلو الذي قالت عنه مخرجة العمل مها الصالح انه من أصعب المدارس الكتابية بدا هزيلا وغارقا في الكلاسيكية سواء ما تعلق بالديكور أو الإخراج على الركح. الذي قال فيه أهل الاختصاص وعلى رأسهم الدكتور احمد شنيقي "نعترف لبيرانديلو بصعوبة الأسلوب ولكن هذا لا يعفي مها الصالح من هذا المستوى الرديء في الإخراج حيث لم تتضح أي ملامح لرؤية إخراجية واضحة" "قبعة المجنون". ترجمة وجيه اسعد، مساعد الإخراج عبد السلام بدوي، الإعداد قاسم محمد، ديكور نعمان جود وتمثيل الفنان علي كريم، جهاد زغبي، لورا أبو اسعد، مروان أبو شاهين، إيمان عودة، عايدة يوسف، فاطمة أبو عقل، وريم درويش. عالج النص الجنون من منطلق فلسفي عندما ربط الجنون بالحرية والتحرر والتعبير دون خوف ودون حواجز، ثم انزل هذا التصور إلى الواقع جاعلا من مقدمة الجنون مثلا اكتشاف امرأة لخيانة زوجها مع أخرى ثم إصابة هذا الزوج بالجنون ليعود بعد مدة إلى أسرته مهددا بالقتل، وكانت النهاية مفتوحة لدرجة السرعة المفرطة في مدة العرض، حيث أعطى المجنون قبعته للزوجة مشجعا لها على ترك عالم العقلاء الذي لن تستطيع أن تسمع فيه صوتها أو أن تعبر عن رفضها أمام السلطة أو المسؤولين. خرج الجمهور حائرا من أسرع عرض مسرحي حسب ما قاله السيد محمد "أنا لم افهم المغزى من هذا العرض" أما جهيدة فأشادت بعمل الممثلين "أدت الوجوه المسرحية عملها على أكمل وجه ولكن لا تشعر ببصمة المخرجة" في حين قال عبد السلام أستاذ جامعي "المسرح السوري يظن أن تأشيرة النجاح هي الاعتماد على أسماء تلفزيونية معروفة لتجعل المشاهد منسجما معها ناسيا الهفوات الإخراجية. وأكدت إحدى المثقفات المواكبات للحركة المسرحية "لطالما هاجمنا المسرح في الجزائر اليوم تأكدت أن ما نملكه أغلى وأجود وانظروا ما قدمت لكم مها الصالح اليوم وهي اسم من العيار الثقيل" وتجدر الإشارة إلى أن المخرجة مها الصالح أكدت على هامش حوارها مع "الشروق" على أن العرض ربما لن يكون كما كان متوقعا له، وذلك أن بطلي العمل اعتذرا في آخر لحظة لارتباطهما بعمل تلفزيوني. آسيا شلابي / تصوير علاء بويموت