شدد المشاركون في ملتقى وطني حول أدب الطفل اليوم الإثنين بالمركز الجامعي لغليزان على أهمية الصورة في العملية التربوية لدى الطفل. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الذي ينظمه معهد الأداب واللغات والذي ركز على جانب تلقي خطاب الصورة في قصص أدب الطفل في الجزائر أن "الصورة تعتبر أحد العناصر الهامة التي تسمح بتلقين الطفل القيم المعرفية والتربوية وكذا مساعدته على الفهم". ودعا المتدخلون إلى ضرورة اختيار الصور الموجهة إلى الطفل التي يكون لها "بعد فكري و تنمي الوعي وتؤثر إيجابا على السلوكيات". وفي هذا الإطار حثت الجامعية نوال حيفري من مستغانم التي قدمت مداخلة بعنوان "البعد الثقافي والفكري للرسوم المتحركة في زمن العولمة" على توفير وإنتاج رسوم متحركة "تؤدي الوظيفة التربوية وفق قيم المجتمع والبيئة الإجتماعية." ولاحظت أن الرسوم المتحركة في عصر العولمة لها من "السلبيات والشوائب أكثر من الإيجابيات ولم تعد تتناسب وواقع الطفل وهو الوضع الذي يتطلب معالجة هذا الواقع من خلال تكثيف الإنتاج الوطني". ومن جهتها نبهت الجامعية عليمة نعون من باتنة من "مخاطر" قصص الأطفال الغربية المترجمة وتأثيرها على القيم. وأوضحت أنه يجب على المترجم أن يكون "موجها ومربيا قبل أن يكون مترجما" بحيث يركز عند الترجمة فقط على القيم الأخلاقية السامية التي تسهم في التنشئة الصحيحة للطفل وإبعاد تلك التي تتنافى والقيم الروحية والثقافية للمجتمع. أما فاطمة مقدم من المركز الجامعي لغليزان فقد ركزت في مداخلتها على البناء الفني في القصة المدرسية داعية إلى ضرورة أن "تحقق القصة لدى الطفل التسلية والمتعة وتعلم المهارات". وحثت على التدقيق والمراجعة عند إنتاج مثل هذه القصص لتفادي الأخطاء التي تؤثر سلبا على الطفل. وقد برمج خلال هذا اللقاء الذي يدوم يومين ويحضره أساتذة من عدة جامعات من أنحاء الوطن محاضرات تتناول "خطاب الصورة في قصص الأطفال" و"أثر القصص المترجمة على ثقافة الطفل" و"أبعاد عولمة قصص الأطفال" و"بلاغة الإقناع في خطاب الرسوم المتحركة" وغيرها.