وقعت الجزائر و هولندا يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة على اتفاقية حول المساعدة التقنية تتعلق بوضع و إطلاق مزرعة نموذجية للتجارب و التكوين بقالمة. و وقع على الاتفاقية الأمين العام لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية فضيل فروخي و سفير مملكة هولندا فرانسيس جيستبريتوس بحضور وزير الفلاحة رشيد بن عيسى. و يهدف هذا الاتفاق الذي مدته 3 سنوات قابلة للتجديد إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال تنمية تربية الأبقار الحلوب من خلال إنجاز مزرعة نموذجية للتجارب و التكوين على مستوى مزرعة المخانشة بولاية قالمة. و يلتزم الهولنديون من خلال تقديم مساعدتهم بموجب هذه الاتفاقية بتحسين المستوى التقني لمربيي الأبقار الحلوب و التقنيين و كذا شروط استغلال تربية المواشي من خلال انشاء هذه المزرعة المدرسة. و تتعلق المساعدة التقنية بنوعين من المزارع الأولى عائلية بها 17 بقرة حلوب و أخرى بها 60 بقرة. و يخص تكوين المربين الراغبين في الاستثمار في في هذا الفرع الاستراتيجي بولاية قالمة عصرنة مزارع تربية المواشي و توزيع القطيع من أجل تحسين الاداء في مجال إنتاج الحليب و عصرنة هياكل تربية المواشي (البنايات) و نقل الخبرات العصرية المستعملة في هولندا. و اعرب سفير هولندا لتجسيد هذا الاتفاق بعد العديد من المحادثات مؤكدا أن بلده يدعم الشراكة على أساس المنفعة المتبادلة مع الجزائر التي تتمتع ب"قدرات كبيرة" كما قال. كما أبرز بن عيسى من جهته الديناميكية التي يعرفها فرع الحليب بصفة خاصة و الفلاحة الجزائرية بصفة عامة مما قد يشجع البلدين على "فتح ورشات تعاون عديدة" مشيرا إلى الإقبال المتزايد للفلاحين على التقنيات الجديدة للإنتاج. و ذكر بن عيسى في هذا الصدد ببعض مؤشرات تطور هذا الفرع الذي اعتبره "معقدا" لتعدد المتدخلين فيه و أهميته في مجال الأمن الغذائي. كما ذكر بالمناسبة أن الجزائر استوردت ما يفوق 100.000 ريخة في السنوات الأخيرة و تنظيم الفرع من خلال اتفاقيات بين وحدات الحليب و المربين من اجل جمع الحليب و هو "ما لم يكن موجودا من قبل" كما قال. عمليات جمع الحليب ارتفعت بأكثر من ثلاثة أضعاف في ظرف 4 سنوات و يتعاقد أكثر من 32000 مرب مع محولي الحليب في حين ارتفع مستوى جمع هذه المادة من ما يقل عن 200 مليون لتر سنويا سنة 2009 إلى اكثر من 700 مليون لتر سنويا سنة 2012. إلا أن فرع الحليب يواجه تحديا كبيرا يتمثل في تحسين الانتاجية و التحكم في التغذية و الصحة و تسيير تربية المواشي من أجل تحسين الإنتاجية و بروز أحواض جديدة للحليب. و عن سؤال حول أثر هذه الديناميكية في تقليص فاتورة استيراد غبرة الحليب أوضح الوزير أن الفرع لا يزال يحتاج إلى الوقت من أجل إعادة الهيكلة و الاستجابة للطلب المتزايد. و قال في هذا الاطار "نحن بصدد خلق الظروف الكفيلة بضمان تنمية مستدامة لفرع الحليب و الفاتورة ستنخفض تدريجيا مع استقرار السوق". و قدرت واردات الجزائر من حليب التحويل ب 8ر314 مليون دولار خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية مقابل 7ر281 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية حسب أرقام الجمارك الجزائرية. كما قدرت فاتورة الحليب و مشتقاته ب 19ر1 مليار دولار سنة 2012 مقابل 42ر1 مليار دولار سنة 2011. و تضمن السلطات العمومية التي تدعم غبرة الحليب المستورد من قبل الديوان الوطني للحليب دعما بأكثر من 40 مليار دج لفرع الحليب من أجل تطوير انتاج هذه المادة. و وقعت الجزائر سنة 2011 اتفاق شراكة مع الجمعية الفرنسية "بروتان انترناسيونال" لتنمية و عصرنة فرع الحليب بثلاث ولايات و هي غليزان و البليدة و سوق اهراس.