أكد السيد أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أهمية الاجتماع الوزاري العربي غير العادي الذي ستبدأ أعماله بمقر الجامعة غدا الاربعاء لبحث تطورات الاوضاع في سوريا والجهود المبذولة لحل الازمة الراهنة والتحضير للمؤتمر الدولي الخاص بسوريا. وأضاف في تصريحات للصحفيين اليوم الثلاثاء أن الاجتماع الوزاري العربي يأتي بناء على توصية من اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بتطورات الاوضاع في سوريا التي اجتمعت بالقاهرة مؤخرا لمتابعة التطورات في سوريا. وقال أن الاوضاع خطيرة في سوريا وتتجه الآن نحو مزيد من التصعيد مضيفا انه لا يوجد أي منطق يقبل بما يجري في سوريا حيث يسقط مئات الضحايا يوميا مع استمرار القصف الذي يطال المدنيين بالاضافة الى دخول اطراف أخرى اجنبية في العمليات العسكرية مشيرا الى ان الجامعة العربية دعت في بيان لها منذ عدة ايام "حزب الله" اللبناني أن ينأى بنفسه عن الصراع في سوريا لتجنب اي تداعيات على السلم الاهلي والاستقرار في لبنان. وأشار بن حلي الى أن الموضوع الاساسي المطروح أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا هو التحضير للمؤتمر الدولي "جنيف 2"الخاص بسوريا موضحا أن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يجري اتصالات مكثفة في هذا الاطار ومنها اتصال منذ يومين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقبلها اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية للتحضير لهذا المؤتمر وتوفير كافة الشروط اللازمة لعقده والعمل على تفادي المعوقات الحالية للتوصل الى اتفاق ليكون هذا المؤتمر فاتحة خير على سوريا لإخراجها من المأزق الخطير والوضعية الحالية غير المحتملة. وشدد بن حلي على موقف الجامعة العربية من الأزمة السورية قائلا : ان الجامعة منذ تعاملها مع الازمة تركز على ان "الحل السياسي هو الطريق الاسلم اما المراهنة على الحل العسكري أو الامني فانه سيقود سوريا الى الخسارة وليس هناك طرف سوري سواء من الحكومة او المعارضة سيستفيد منه بل العكس سيدفع الشعب السوري الثمن غاليا من ابنائه ومقومات دولته ومن حضارته". وقال ان الجامعة العربية تعمل من اجل ان تتركز الجهود وتتضافر سواء عربيا او اقليميا او دوليا لاغتنام فرصة مؤتمر "جنيف2" لدفع وتشجيع الاطراف السورية للدخول في حوار ينقذ الوطن السوري من الوضعية الحالية الخطيرة جدا مشيرا الى ان تداعيات الازمة السورية بدأت تلقي بظلالها على دول الجوار وعلى غيرها وقد عبرت الجامعة العربية عن قلقها من التداعيات التي وصلت الى لبنان وغيرها من دول الجوار وكذلك ازاء تدفق السوريين على هذه الدول بشكل كبير مما اصبح يشكل عبئا ثقيلا على دول الجوار فضلا عن ان الوضع في المناطق المحاصرة لا يمكن المنظمات الانسانية من الوصول الى الاهالي هناك لإنقاذهم. وقال ان اجتماع وزراء الخارجية سيأخذ في الاعتبار كل هذه التطورات وسيناقش المستجدات على الساحة السورية بالإضافة الى الاتصالات المبذولة بشأن مؤتمر جنيف2 حيث سيستعرض نبيل العربي تقريرا حول هذه التطورات والاتصالات التي يجريها بشكل يومي بشأن هذه الازمة. وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت هناك بدائل حال فشل جنيف 2 خاصة في ظل حديث المعارضة عن عدم المشاركة فيه قال بن حلي :" دعونا نتفاءل وان كان التفاؤل بدوره امر كبير لكن هناك بارقة امل فلنسعى اليه ولا نستبق الاحداث". واكد بن حلي في رده على سؤال حول الاتهامات الموجهة للجامعة بتباين مواقفها حيال الازمة السورية قائلا بان الجامعة العربية طرف اساسي لانقاذ سوريا وترى دائما ان الحل السياسي هو الذي له الاولوية المطلقة واذا كانت هناك اجراءات اتخذتها الجامعة "فانما هي للضغط على الاطراف السورية لتتجه نحو الحل اما اذا كانت هناك اطراف لديها اجندتها الخاصة فالجامعة العربية اجندتها هي انقاذ سوريا الدولة والشعب". ووصف بن حلي العناصر التي توافق حولها اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا في اجتماعها مؤخرا بأنها تجسد وتعبر عن الموقف العربي بالنسبة للحل مشيرا الى ان هناك عددا من النقاط لم يتم الاعلان عنها حتى الآن لكنها تصب في اطار ما عبرت عنه المواقف العربية سواء بالنسبة لوقف كل اعمال القتل والعنف لاعطاء مناخ ايجابي لعملية سياسية وما يتعلق بوحدة سوريا واستقرارها وسلمها او ما يتعلق بحكومة انتقالية من المفترض ان تأخذ زمام الامور باتفاق على اساس ان تكون احد النتائج المهمة في مؤتمر جنيف 2لنقل السلطة بشكل سلس لا يخلق زعزعة أو اضطراب في الدولة السورية . واضاف ان هذه النقاط لم يعلن عنها حتى الآن وقد وجهها الامين العام ورئيس اللجنة حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري الى كل من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن و الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والى الدول العربية التي لم تشارك في اجتماعات اللجنة. وأشار بن حلي الى ان وزراء الخارجية سيبحثون ايضا بندا طلبت فلسطين ادراجه خاص بالقدس والمعركة القضائية القائمة الآن حول وقف الشركات الفرنسية التي كانت قد دخلت في عطاءات لمشروع الميترو السريع في مدينة القدسالمحتلة منوها بجهود المفوضية الفلسطينية بالتنسيق مع مناصري القضية لفلسطينية ازاء هذه القضية منذ عدة سنوات. وعلى صعيد آخر وفي رده على سؤال حول الازمة الراهنة بين مصر واثيوبيا حول سد النهضة ورؤية الجامعة العربية ازاءها قال بن حلي ان الجامعة العربية لم تطلع بعد من مصر على مطلبها من الجامعة بهذا الخصوص مشيرا الى لقاء جمع اليوم الامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري.