طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الثلاثاء كافة الأطراف في سوريا بتوفير المناخ المناسب لإنجاح الجهود المبذولة لإقرار الحل السياسي كأولوية لحل الأزمة السورية ودعم حق الشعب السوري في رسم مستقبله السياسي بإرادته الحرة. وحذر مجلس الجامعة في قراره الختامي حول "تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا" من التطورات الناجمة عن تدخل أطراف خارجية بشكل مباشر وغير مباشر في العمليات الحربية وإثارة نوازع الفتنة التي يحاول البعض جر سوريا والمنطقة إليها وما قد يمثله ذلك من أثار وخيمة على وحدة الأراضي السورية وعلى المنطقة من حولها. وعبر المجلس عن قلقه البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا وما نتج عنها من تبعات خطيرة تتمثل خاصة في نزوح الملايين من السكان عن قراهم ومدنهم وتشريدهم داخل سوريا وهجرة مئات الألاف منهم الى الدول المجاورة مشيدا ب"الجهود التي تقوم بها الدول المجاورة لسوريا ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية لهؤلاء النازحين والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذا الأمر:. وشدد المجلس على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية وعلى رأسها جهود مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الانسانية ومنها المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر واطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الانسانية من أجل بذل المزيد من الجهود لتقديم كافة أشكال المساعدات للمتضررين السوريين والتخفيف من معاناتهم . وطالب المجلس الجامعة بضرورة فتح المجال أمام منظمات الإغاثة العربية والدولية لتمكينها من ادخال مواد الإغاثة الإنسانية للمواطنين المتضررين ومواجهة الأوضاع الانسانية المتردية والتخفيف من معاناة المتضررين ودعوة هذه المنظمات "لتحمل مسؤولياتها الانسانية" في حالة إعاقة وصول الغذاء والدواء للمدنيين السوريين. وأكد مجلس الجامعة ضرورة التحرك لمنع انتهاكات حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني من الأطراف المتقاتلة في سوريا . ومن جهة اخرى أكد أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية أن القرار الصادر اليوم عن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين هو "قرار توافقي ويعبر عن خلاصة المناقشات للتطورات الخطيرة التي أصبحت أكثر خطورة في سوريا". وكشف بن حلي — في تصريح صحفي في ختام اجتماع المجلس - النقاب عن وجود مشاورات يجريها الأمين العام للجامعة العربية مع عدد من وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية خلال الأيام المقبلة وبعد اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا المقرر بعد غد الخميس وذلك للتشاور بين الوزراء حول الموقف العربي من الأزمة السورية والذي سيعرض على مؤتمر " جنيف2" بالإضافة إلى التحضير الشامل للمؤتمر من حيث الجهات والأطراف المشاركة فيه. وعبر بن حلي عن اسفه لوصول الأوضاع في سوريا الى هذا الحد من التدمير مؤكدا " أن أولويات العمل العربي في الوقت الراهن هي الحل السياسي والسلمي للأزمة" وانتهاز هذه الفرصة المتاحة للحل. ودعا الحكومة السروية الى "الحكمة" والمعارضة الى التجاوب مع قضايا الحوار من خلال مؤتمر "جنيف 2". وشدد على ضرورة أن تكون هناك هدنة ووقف لإعمال القتل لتهيئة الأجواء لنجاح مؤتمر "جنيف 2" واطلاق الحوار بين الأطراف السورية. وردا على سؤال حول موقف مجلس الجامعة من دعوة روسيا لمشاركة ايران في مؤتمر "جنيف 2" قال بن حلي ان هذا الموضوع سيحسم في اللجنة الوزارية بعد غد. وكان نبيل العربي حذر في كلمة له أمام اجتماع مجلس الجامعة من المخاطر الجسيمة الناجمة عن التصعيد الأخير للعمليات العسكرية في سوريا وتأثيرها على المنطقة. وطالب العربي من مجلس الأمن بضرورة اصدار قرار ملزم لكافة الأطراف بوقف اطلاق النار لتنفيذ ما سيتم الإتفاق في لقاء "جنيف 2" وإرسال بعثة مراقبة من قوات حفظ السلام مشددا على أهمية تواجد الأممالمتحدة على الارض لمراقبة وقف اطلاق النار حتى لا يخالف أي طرف ما سيتم الإتفاق عليه . وأوضح العربي أن كافة القضايا المتعلقة بسوريا سوف تكون محل بحث معمق من قبل الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا المقررة يوم الخميس المقبل بالقاهرة ولبحث مختلف الاتصالات والمشاورات الجارية للتحضير لمؤتمر "جنيف 2". وشدد العربي على ضرورة الإعداد الجيد لهذا المؤتمر "باعتباره الحل الأخير للأزمة السورية ولا يمكن تحمل فشله". ولفت الى أنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وعدد من الأطراف المعنية لوقف التصعيد الخطير وحقن الدماء السورية ودفع الجهود لتامين انعقاد مؤتمر "جنيف2" ونجاحه.