تم يوم الخميس بسدراتة (سوق أهراس) التأكيد على أهمية تنظيم الفلاحين لأنفسهم ضمن مجموعات ذات منفعة مشتركة أو تعاونيات لضمان إقلاع شعبة الحليب بهذه المنطقة. وأوضح عدد من المتدخلين في لقاء تحسيسي حول آفاق وسبل تطوير شعبة الحليب بولاية سوق أهراس نظم بالمنطقة الصناعية لسدراتة بحضور مدير المصالح الفلاحية ورئيس غرفة الفلاحة ورئيس جمعية منتجي الحليب "لبياض" بأن تنظيم الفلاحين أنفسهم يسمح لهم بالاستفادة من الدعم المالي من طرف الدولة لاقتناء العتاد ووسائل الإنتاج اللازمة. وتم خلال هذا اللقاء الذي حضره كذلك ممثلين اثنين عن بنك الفلاحة والتنمية الريفية (بدر) قالمة ومدير الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي وممثلي مجمع الدعم التقني لمربي الحليب والمدير الولائي للديوان الوطني للأراضي الفلاحية تقديم عروض وتفسيرات عن مختلف طرق تمويل البنك لمنتجي ومحولي ومجمعي الحليب. كما تم التطرق إلى كيفية الاستثمار في شعبة الحليب ومختلف التسهيلات الممنوحة حيث قدم ممثل بنك "بدر" قالمة شرحا مفصلا عن طرق التمويل سواء ما تعلق بالقرض الاستثماري الموسمي وهو قرض الرفيق أو قرض التحدي والذي يعطي فرصة الاستفادة لمربي الأبقار الحلوب سواء لاقتناء الأبقار أو الأعلاف بدون فائدة. وأوضح ممثل بنك الفلاحة والتنمية الريفية (بدر) بالمناسبة بأنه على الرغم من ارتفاع التمويلات والقروض الموجهة للفلاحين من سنة لأخرى بولاية سوق أهراس إلا أنها تبقى بعيدة عن ضمان "إقلاع" هذه الشعبة بهذه المنطقة التي لها قدرات فلاحية وثروة حيوانية هائلة مذكرا بمختلف برامج الدعم للفلاحين التي سخرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة. وأشار ذات المتدخل إلى كيفية منح القروض الموجهة لتجهيز الإسطبلات وتزويدها بالعتاد اللازم للإنتاج وإلى أهمية تدعيم مساحات الأعلاف الخضراء. أما مدير المصالح الفلاحية فدعا إلى ضرورة تزويد الفلاحين بمختلف التجهيزات ومعدات السقي الفلاحي لاسيما وأن إنتاج الحليب يعتمد أساسا على الأعلاف الخضراء والمياه مشيرا إلى مختلف التسهيلات الخاصة باقتناء عتاد السقي عن طريق القرض الفيدرالي أو قرض التحدي. من جهته أوضح رئيس غرفة الفلاحة محمد يزيد حمبلي بأنه على الرغم من أن سوق أهراس أنتجت العام 2012 ما يفوق عن 96 مليون لتر من الحليب إلا أنها لا تتوفر سوى على وحدة واحدة للتحويل بطاقة 10 آلاف لتر يوميا ما أثر سلبا على تحويل هذه المادة وحتم اللجوء إلى وحدات التحويل بالولايات المجاورة بكل من عنابة وقسنطينة وقالمة وبجاية مشيرا كذلك إلى غياب تنظيم شبكة الجمع. وانصبت تساؤلات الحضور من الفلاحين حول طرق التمويل المالي من طرف البنوك والنقائص التقنية المتمثلة -حسبهم- في عدم تنويع الأغذية التي تتركز على الأعلاف المركزة واستعمال الأعشاب الخضراء إضافة إلى نقص المتابعة الصحية عند بعض المربين وغياب استعمال التلقيح الاصطناعي. يذكر أن ولاية سوق أهراس تحصي 46 ألف بقرة حلوب منها 6 آلاف بقرة من السلالة العصرية فيما يبلغ عدد المربين المندمجين في برنامج جمع الحليب حوالي 1200 مربي.