طلب المغرب من الجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة و هي لوبي ذي نفوذ و مناصر لإسرائيل أن تتدخل لصالحه لدى الكونغرس والحكومة الأمريكيين بشأن ملف الصحراء الغربية لاسيما مسألة حقوق الإنسان حسب ما أفاد به الموقع الإعلامي اليهودي الأمريكي موندويس. و تعرف مجموعة الضغط المناصرة للصهيونية الجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة التي تتمثل مهمتها في الدفاع عن إسرائيل و ترقية المصالح الإسرائيلية في الولاياتالمتحدة على أنها محاور حتمي فيما يخص السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. و أكد صاحب المقال انه يبدو أن المغرب و إسرائيل "يعملان سويا من أجل تقويض نشاطات لجنة حقوق الإنسان التابعة للكونغرس الأمريكي المكلفة بفرض احترام التزام الولاياتالمتحدة في الدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". و في هذا الصدد أوضح انه في أبريل الماضي بعث رئيسا لجنة حقوق الإنسان بالكونغرس الأمريكي الجمهوري فرانك وولف و الديمقراطي جيم ماكغوفرن برسالة إلى كاتب الدولة جون كيري حول انتهاك المغرب لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. كما اقترحت هذه الرسالة الدعم لتوسيع عهدة البعثة الأممية من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) إلى مهمة مراقبة حقوق الإنسان. و في الوثيقة الموجهة لرئيس الدبلوماسية الأمريكية دعا رئيسا اللجنة البرلمانية الولاياتالمتحدة إلى "حث المغرب على التوقف فورا عن أعمال التحرش و الاستفزاز و التوقيفات التعسفية و اعتقال مناصري استقلال الصحراء الغربية و إلى إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين المسجونين بسبب ممارستهم سلميا حقهم في حرية التعبير و تكوين جمعية". اجتماع الجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة-المغرب بواشنطن و نقل صاحب المقال انه بعد أيام من توجيه فرانك وولف و جيم ماك غوفرن برسالتهما إلى جون كيري توجه مسؤولون سامون بمصالح المخابرات و الأمن المغربية إلى واشنطن للقاء مسؤولين عن اللوبي المناصر لإسرائيل الجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة. و بخصوص هذه النقطة كشف المقال أن ستيفن زون احد اكبر الخبراء الأمريكيين في مسائل الشرق الأوسط و مناضل من أجل اللا عنف يعتبر أن هذا الاجتماع "ليس غريبا البتة" بالنظر إلى "الدعم الذي تقدمه المجموعات الصهيونية للمغربيين". و علق صاحب المقال يقول مع ذلك و رغم وجود "روابط تاريخية" بين الحكومة المغربية و إسرائيل يشكل "جهدهم المشترك" في واشنطن الرامي إلى عرقلة عمل لجنة حقوق الإنسان للكونغرس "تطورا جديدا" في هذه العلاقات. و ذهب إلى القول أن ذلك جزء من حملة لوبي أوسع قامت بها الحكومة المغربية لتحسين صورتها في الولاياتالمتحدة. و بخصوص هذه النقطة ذكرت المغربية الأمريكية سامية الزروقي المختصة في الشؤون المغاربية التي أوضحت في إحدى تحقيقاتها أن اللوبي المغربي "المركز الثقافي المغربي الأمريكي" انفق أكثر 4ر1 مليون دولار في نشطات الضغط فقط خلال السداسي الأول من سنة 2012. نتائج "متباينة" لنشاطات الضغط السابقة و أكدت الزروقي أن جهود نشاطات الضغط التي تقوم بها الحكومة المغربية لدى أعضاء الكونغرس الأمريكي ترمي إلى "تلميع الوضع الذي يعيشه المغربيون الذين يعيشون تحت حكومة غير ديمقراطية و الصحراويون الذين يعيشون تحت نير الاستعمار في الصحراء الغربية. و يتمثل المثل الثاني الذي ذكرته في التقرير الذي اعد من طرف الهيئة الأمريكية "فارا" المكلفة بتنظيم و مراقبة نشاطات الجمعيات الأجنبية الناشطة في الولاياتالأمريكية و الذي يكشف عن علاقات بين الهيئة المغربية "المركز المغربي الأمريكي للسياسة" و إحدى المشاركات الأمريكية في منتدى مناصر لجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة في يومية واشنطن بوست جينيفر روبين التي "أصبحت كتاباتها مشهورة بثنائها على إصلاحات النظام المغربي" حسب ما أوضحه الموقع الإعلامي موندويس نقلا عن الرزوقي. و أردفت تقول أن التقرير الأخير لكتابة الدولة الأمريكية يقول عكس ذلك تماما عندما سجل بان الإصلاحات الدستورية "حافظت بوضوح على السلطات الأساسية للعاهل المغربي" و عندما ينتقد انتهاك حقوق الإنسان في المغرب و في الصحراء الغربية من طرف السلطات المغربية. و أشار ذات المصدر انه "بالموازاة مع طوباوية الديمقراطية في المغرب التي تصفها جنيفر روبين للقراء فان الانتقادات الوحيدة التي تقوم بها هذه الأخيرة توجه لأعداء الحكومة المغربية". و لا حظ صاحب المقال أنه مع ذلك و رغم الجهود التي مولتها الحكومة المغربية خلال السنوات الأخيرة لمحاولة كسب دعم الكونغرس الأمريكي دون جدوى و توظيفها لبعض أحسن اللوبيهات بواشنطن بقيت النتائج "متباينة". و أوضح كوغن أن هذه النتيجة السلبية دفعت الحكومة المغربية إلى التوجه نحو الجمعية الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة نظرا لكون هذه الأخيرة معروفة كلوبي فعال بخصوص المسائل السياسية الأجنبية للولايات المتحدة. و باختباره لهذا اللوبي الأمريكي المناصر لإسرائيل يحاول المغرب إيجاد استراتيجية ناجعة ل"مداهنة" و تحويل عمل أعضاء الكونغرس و كسب حظوة الحكومة و الأمريكية حول مسألة الصحراء الغربية.