إستفاد أزيد من 200 ألف تلميذ من الكشف عن مرض الرمد الحبيبي وعلاجه بولايات الجنوب خلال المرحلة الاولى للحملة الوطنية لمكافحة هذا الداء حسبما أفاد به الاستاذ عمار عيلام مختص في طب العيون. و أكد نفس المختص لواج أن المرحلة الاولى من الحملة الوطنية انطلقت في 7 أفريل من سنة 2013 بولاية أدرار تحت اشراف وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري وتواصلت الى غاية نهاية شهر ماي الفارط مستهدفة أكثر من 200 ألف تلميذ لغاية الان. وعبر الاستاذ عيلام —الذي يترأس اللجنة الوطنية للوقاية والقضاء على الرمد الحبيبي—"ارتياحه" لنجاح المرحلة الأولى من هذه الحملة التي تدوم الى غاية 2015 مستهدفة في ذلك ما يقارب 400 ألف تلميذ الى جانب فئات اجتماعية أخرى ستستفيد من نفس العملية ابتداء من شهر أكتوبر القادم. وإذا كانت المرحلة الاولى قد استهدفت تلاميذ المدارس لبعض الاقسام التحضيري والابتدائي البالغة أعمارهم بين 5 و9 سنوات يدرسون بأكثر من 1500 مؤسسة تربوية من القطاعين العمومي والخاص فان المرحلة الثانية من الحملة ستستهدف أطفالا تتراوح أعمارهم بين 0 و5 سنوات. وستتواصل هذه الحملة حسب الاستاذ عيلام مستهدفة فئات أخرى من العمال والمتقاعدين والبطالين والفئات الهشة والمهاجرين واللاجئين الأفارقة لتمس هذه العملية التي وصفها المختص ب"الدقيقة جدا" نسبة كبيرة من سكان ولايات الجنوب. وكانت الولايات التي مستها الحملة خلال المرحلة الاولى هي أدرار وايليزي وورقلة من 7 الى 12 أفريل 2013 تلتها ولايات تندوف وتمنراست وبسكرة والوادي وغرداية من 21 الى 25 أفريل الماضي. أما ولايات البيض والنعامة والاغواط وبشار وتيارت وبرج بوعريريج والجلفة فقد دامت بها الحملة من 19 الى 23 ماي الفارط. ويتوقع مواصلة المرحلة الثانية من هذه الحملة ببعض ولايات الهضاب العليا إبتداء من منتصف شهر سبتمبر المقبل. كما ستزور الفرق الطبية التي تعمل في إطار هذه الحملة ثانية منطقتي برج باجي مختار وتين زواتين التي كانت قد شملتها المرحلة الاولى حيث ستستفيد هاتين المنطقتين من فحوصات خاصة اضافية. وقد جندت وزارة الصحة لهذه العملية 100 مختص في طب العيون من جميع الاصناف و400 طبيب عام من المؤسسات الصحية للطب المدرسي وما يقارب 500 عون مساعد بعد ضمان تكوين نظري وتطبيقي في الميدان. كما تم إدراج علاج جديد خلال هذه العملية تمثل في قطرات اثبتت نجاعتها بدل العلاج التقليدي المتمثل في المرهم. وثمن الاستاذ عيلام هذه العملية التي بادرت بها وزارة الصحة مذكرا بأن الرمد الحبيبي كان منتشرا بالجزائر منذ سنوات الخمسينات والستينات وقد بذلت الدولة مجهودات "جبارة" لمكافحته أدت الى التخفيض من نسبة الاصابة ببعض مناطق الجنوب. ويذكر أن حالات الاصابة بالرمد الحبيبي قد بلغت خلال 20 سنة الماضية 300 مليون حالة في العالم وقد تقلص هذا العدد خلال السنوات الاخيرة الى أقل من 100 مليون حالة. ويتسبب في هذا المرض بكتيريا يمكن الوقاية منها من خلال قواعد نظافة صارمة الى جانب العلاج. وأكد الأستاذ عيلام أن الجزائر على وشك القضاء على الداء إذا تم الاخذ بعين الاعتبار توصيات المنظمة العالمية للصحة التي حددت الحد الأدنى للتخلص من المرض بنسبة 5 بالمائة لدى الاطفال المتراوحة أعمارهم بين 5 و9 سنوات.