أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الأربعاء "حالة الاستنفار القصوى" في البلاد على خلفية احتمال توجيه ضربات عسكرية غربية ضد سوريا. وقال المالكي في كلمته الاسبوعية إلى الشعب العراقي " اننا كحكومة اتخذنا كل الاجراءات اللازمة التي تقينا قدر الامكان من اية تطورات خطيرة قد تنتج عن الازمة السورية وما يجري الحديث عنه لضربة متوقعة". و أضاف "اننا وجميع القوى الامنية والسياسية في بغداد والمحافظات والعراق اجمع نعلن عن حالة استنفار قصوى وحالة انذار شديدة على مستوى التحديات الامنية والاجراءات لتخفيف ما قد يترتب على الحرب من ازمات داخلية على مستوى الاقتصاد والخدمات والقضايا الطبية والصحية". ودعا المالكي كل الشركاء السياسيين والبرلمان ومؤسسات الدولة والوزارات إلى "ان يرتقوا إلى مستوى الاخطار التي تحيط بالعراق وان يتماسكوا لمواجهتها بدل الالتهاء بالمعارك الجانبية واثارة المشاكل الداخلية الجزئية والصراعات الوهمية التي ليس فيها سوى التفرقة وتعريض الوحدة الوطنية إلى الخطر". واكد المالكي معارضة بلاده للحل العسكري في سوريا قائلا "لقد انتهجنا منذ البداية سياسة معارضة الحل العسكري وقلنا ان الخيار العسكري طريق مسدود ليس فيه الا تدمير سوريا وتمزيق وحدتها الداخلية وعذاب اهلها وفتح باب المآسي". وتابع " ها نحن بعد اكثر من عامين ونصف العام من انتهاج هذا الخيار لا يلوح في الافق سوى الدمار والكوارث والحرب الاهلية التي لا رابح فيها". واستطرد "اثبتت الاحداث ان سياستنا في معارضة الحل العسكري ومساندة الحل السياسي القائم على الحوار والتفاهم هي أفضل الحلول بل هي الحل الوحيد لما تعانيه سوريا من ازمة". واعتبر أن " سر المأساة السورية ومطاولتها واتساع نطاقها يعود إلى التدخلات الخارجية ومحاولة كل الدول الاستفادة من معاناة السوريين لفرض ارادتها وتحديد مسار سوريا في المستقبل". وشدد المالكي على ان السبيل الوحيد للعراقيين لتحاشي الاثار السلبية لما قد يحدث في سوريا هو "عدم الانجراف في الاعصار الذي يضرب المنطقة والتماسك ورص الصفوف ونبذ الطائفية والتطرف والاستعداد الشامل من كل القوى الوطنية لمواجهة الارهاب وتداعيات الازمة واتساع نطاق الحرب". ويأتي الموقف العراقي في ظل حديث عن استعدادات لعمل عسكري ضد سوريا بعد تقارير عن استخدام مزعوم للأسلحة الكيماوية في هجوم للقوات النظامية قرب دمشق قبل أسبوع أودى بحياة نحو 1300 شخص وهو ما تنفيه سوريا بشدة. ودخل ما يقارب 46 ألف نازح سوري إلى كردستان العراق أخيرا بعدما قررت سلطات الإقليم فتح حدوده أمامهم في 15 أوت الجاري ما أدى إلى زيادة عدد النازحين السوريين في العراق إلى زهاء 200 ألف وفقا لمفوضة شؤون اللاجئين الأممية.