قال المالكي في تصريحات للصحفيين في موسكو أمس الأربعاء: "لا ينبغي افتعال حرب وجر منظمة بكاملها كحلف الناتو إليها من أجل الدفاع عن تركيا التي لا يهددها شيء". وأضاف: "ما تتداوله أوساط سياسية وإعلامية عن قيام طائرات سورية بإلقاء قنابل على الأراضي التركية مبالغ فيه ولا يستحق ان تخاض حرب من أجله"، محذراً من مخاطر تدخل الناتو في سورية لأنه قد يجر حرباً كبيرة في المنطقة كلها. ووصف المالكي الموقف التركي الحالي من سوريا: "إن تركيا تجازف كثيراً بسياستها في المنطقة وخاصة ما يتصل بالسياسة التي تمس أمن المنطقة وتتصرف بصورة وقحة وكأنها تأخذ على نفسها مهمة حل القضايا في سورية بدلا من الشعب السوري وتريد فرض قرارها عليه." وطالب المجتمع الدولي بالتحرك فورا لوضع حد لتركيا. واتهم المالكي أنقرة بمحاولة "جر الناتو للتدخل في شؤون سورية وهذا أمر خطير لأنه يعني تكرار السيناريو الليبي." وأكد رئيس الوزراء العراقي على تقارب الموقفين الروسي والعراقي من الأزمة في سوريا قائلا: "إن العراق يعتبر أن الحل السلمي هو الحل الوحيد الممكن للمشكلة السورية لأن التدخل العسكري سيؤدي لإشعال الاضطرابات في المنطقة." في تصريحات أخرى لوكالة إنترفاكس الروسية قال المالكي: "إن بلاده عانت من مشاكل كثيرة بسبب التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، لذلك فإنه يعارض بشكل قاطع أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية لأن الشعب السوري يحق له بأن يحل مشاكله بنفسه." وكشف ان "الحكومة العراقية قد أطلعت كلا من كوفي عنان والأخضر الابراهيمي على الموقف العراقي الذي ينحصر في الضغط على جميع أطراف النزاع سواء كانت الحكومة السورية أم الثوار بهدف إيقاف العمليات الحربية والجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل كل شيء بطريقة سلمية." نفى المالكي مجددا الاتهامات الامريكية بمساعدة ايران لسوريا عسكريا عبر الأجواء العراقية، واصفاً تلك الاتهامات "بلعبة سياسية أو خدعة سياسية أمريكية لأن سورية ليست بحاجة إلى أسلحة تنقل إليها عبر أراضي العراق." وبين المالكي "أن العراق طلب أدلة لهذه المزاعم ولكنه لم يحصل عليها"، وقال: "إننا لم نحصل على أي تأكيدات تدل على أن طائرات إيرانية تنقل أسلحة إلى سورية ولقد أخبرنا سورية وإيران بكل دقة بأننا نسمح بنقل شتى الحمولات ولكن ليس الأسلحة وسنواصل إجراء تفتيش عشوائي للطائرات." وكان العراق قد أجبر في بداية شهر أكتوبر/تشرين أول الجاري طائرة ايرانية واحدة متجهة الى بغداد على الهبوط في مطار بغداد الدولي لتفتيشها قبل ان يُسمح لها بمواصلة الرحلة بعد أن ثبت خلوها من الأسلحة.