أكد الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته الى ولاية تبسة يوم الأربعاء للاطلاع على مدى تقدم إنجاز مشاريع التنمية المسجلة بها أن الإستثمار في العنصر البشري هو الإستثمار"الأمثل" بالنسبة لإقتصاد الجزائر في الوقت الراهن. وقال سلال أمام جمع من الطلبة بعد تدشينه ل 2000 مقعد بيداغوجي بجامعة تبسة أن "أحسن استثمار للجزائر إقتصاديا هو الإستثمار في العنصر البشري الذي يجب أن يسترجع قيمته الحقيقية في مسار التنمية الوطنية". و بعد أن ذكر بأن نسبة البطالة بين صفوف خريجي الجامعات تبلغ مابين 25 و 26 بالمائة أكد الوزير الأول أن الإقتصاد الوطني "لم يصل بعد إلى الدرجة التي تمكنه من استيعاب كل الكفاءات الجامعية المتخرجة". ولدى تفقده مشروع تعزيز منشآت مطار عاصمة الولاية شدد سلال على "ضرورة استرجاع هذه المنشأة من أجل جعلها مطارا دوليا" مضيفا أنه "اذا كان الأمر يستدعي إنجاز محطة جوية جديدة لنقل المسافرين يتعين التعبير عن ذلك للوزارة المعنية". وعقب ذلك أنتقل الوزير الأول الى مستثمرة فلاحية جار إنجازها من طرف مستثمر خاص بمنطقة بكارية أين شدد على "ضرورة تمكين الشباب من الاستثمار في خدمة الأرض من خلال إزالة العراقيل البيروقراطية". ومن جهة أخرى وبعد أن قام الوزير الأول بتدشين مساحة تجارية كبرى أعيد تأهيلها وتهيئتها دعا الى "ضرورة تنظيم الأسواق لاسيما تلك المخصصة لبيع الماشية" مشيرا في هذا الصدد أنه يتعين أن تكون ولاية تبسة الحدودية مع تونس "مرآة الجزائر". وفي ما يتعلق بالماشية شدد سلال على وجه الخصوص على "التنظيم الجيد لعمليات البيع وعلى مراقبة الحيوانات" قائلا : "من واجبنا حماية ثروتنا الحيوانية". وبخصوص المجال الرياضي دعا سلال لدى معاينته المركب الرياضي "4 مارس" إلى "الرفع من مستوى الرياضة" بالجزائر من خلال الإشراف على تأطير وتكوين الشباب الموهوبين. وأضاف في معرض حديثه الموجه للمسؤولين المحليين المكلفين بالقطاع أنه يتعين أن تستعيد تبسة "أمجادها "وهي الولاية التي منحت الجزائر أكبر الفرق وأنجبت أكبر الرياضيين. وفيما يتعلق بالمخططات التوجيهية للتهيئة والتعمير صرح الوزير الأول أن هذه المخططات "لم تعد شأنا محليا" موضحا أن وسائل التخطيط الموجهة لتحديد المبادئ التوجيهية الأساسية لتهيئة إقليم أي بلدية "ستخضع من الآن فصاعدا للمراجعة قبل الموافقة عليها بوزارة السكن والعمران والمدينة". وفي مجال المياه دشن سلال نظام التموين بمياه الشرب بمدينة تبسة انطلاقا من سد عين الدالية (سوق أهراس) المدعم بخزان بسعة 5 آلاف متر مكعب ببئر سالم وإستفسر بعد ذلك عن قطاع المناجم ومشاريع السكك الحديدية. وبالمناسبة تحدث الوزير الأول عن ضرورة إنجاز أنقاب أخرى من أجل تحسين تزود السكان بمياه الشرب علما أن المدينة تتحصل على 33 ألف متر مكعب في اليوم في حين تقدر الاحتياجات ب41 ألف متر مكعب يوميا. وعن المناجم بهذه المنطقة المعروفة بثراء حوضها الفوسفاتي تحدث الوزير الأول مطولا عن وحدة تحويل الفوسفات المزمع إنجازها بوادي الكباريت بولاية سوق أهراس والذي يعد "مشروع المستقبل". وأشار الوزير الأول إلى أن مصنع تحويل الفوسفات "يكشف عن قرار اتخذته الحكومة الجزائرية يتعين تنفيذه مهما كانت الظروف" مضيفا بأنه في نهاية المطاف لن نقوم باستغلال وتصدير الفوسفات في وضعه الخام وإنما تحويله كونه يشكل"قيمة مضافة بالغة الأهمية" بالنسبة للجزائر. وخلال لقائه بممثلي المجتمع المدني بولاية تبسة أكد الوزير الأول أن الثلاثية المقبلة (حكومة-نقابة-أرباب العمل) يجب أن تفضي الى ميثاق بين الشركاء حول الاتجاهات الكبرى للاقتصاد الوطني. وقال سلال أنه "في نهاية الأسبوع القادم ستنعقد الثلاثية الاقتصادية لدراسة كيفية ضمان التطور الاقتصادي والاستثمار في الجزائر. هدفنا يتمثل في الوصول الى ميثاق بين الشركاء مهما كانت الظروف". وأضاف أنه من الضروري أن "نكون كلنا منسجمين" مبرزا أنه ليست هناك تفرقة بين قطاع عام وخاص فالمهم —كما قال— بلوغ هذا الميثاق بكل موضوعية من أجل الوصول الى تنمية تكون في خدمة الجزائر. واشاد الوزير الأول أمام ممثلي المجتمع المدني بدور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في تسيير شؤون البلاد قائلا"هناك رئيس يعرف الى أين تتجه الأمور" مشيرا في نفس الوقت الى الاستقرار الذي تتميز به الجزائر والامكانيات البشرية والمادية الكبيرة التي تساعدها على التطور.