انتقد وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي اليوم الثلاثاء بشدة وضعية الرياضة في ولاية الجزائر التي "لا تتوافق نتائجها مع حجم الإمكانيات المادية الممنوحة لها". وبخطاب شديد اللهجة، تحدث السيد تهمي في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها اليوم في اجتماع رؤساء الرابطات الرياضية و الشبانية لولاية الجزائر، عن واقع الرياضة في ولاية الجزائر، مبديا امتعاظه من ضعف نتائج الرياضة على مستوى العاصمة "رغم الميزانية الكبيرة المخصصة للرابطات و الأندية"، على حد تعبيره. و برر المسؤول الاول على قطاع الشباب و الرياضة حرصه على حضور اجتماع يخص الفاعلين المحليين بالوضع "الدرامي" الذي آلت اليه الرياضة في ولاية الجزائر. وفي هذا الشأن، صرح السيد تهمي ان "الرياضة في العاصمة الجزائرية بعيدة كل البعد عن ما هو منتظر منها. عكفنا على تقييم الوضع لمدة سنة كاملة على مستوى كل الولايات و لاحظنا ان نتائج الرياضة في ولاية الجزائر هي الأضعف رغم كل الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة". وذهب الوزير في انتقاده الى حد أبعد، بانتقاده ممارسات بعض المسؤولين الذين بقوا في مناصبهم لمدة 20 سنة، مشيرا إلى أن عالم الرياضة اليوم اصبح "لا يملك اي مصداقية". "لا نريد نقاشا ديماغوجيا، بل علينا فتح حوار صريح ومن دون طابوهات لأن مشكل الرياضة لا يكمن في نقص الامكانيات المادية لأن الميزانية المالية التي تستفيد منها الاندية و الرابطات على مستوى ولاية الجزائر كبيرة جدا وتفوق نظيراتها في باقي الولايات. بصراحة المشكل الحقيقي يكمن في عدم التزام الجميع في المجال الرياضي"، كما قال. و دعا الوزير الجميع إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم وإرساء قواعد الحكم الراشد و الالتزام بالشفافية في تسير الميزانية. من جهة أخرى، شدد الوزير على ضرورة احترام الرابطات لسياسة الإتحاديات الرياضية والعمل على تنفيذ استراتيجيتها على المستوى المحلي، في الوقت الذي تعمل فيه الفديراليات بدورها على تجسيد سياسة القطاع. و يأتي هذا الاجتماع الاول من نوعه من سلسلة اللقاءات مع الشركاء الجمعويين المحليين، غداة الزيارة الميدانية التي قام بها المسؤول الاول عن القطاع لولاية الجزائر، بهدف "الاستماع للفاعلين في المجال الرياضي و الشباني و توضيح رؤية الوزارة في مجال تطوير الرياضة و النشاطات الشبانية". وكشف الوزير انه لقاءات اخرى ستبرمج في باقي ولايات الوطن من أجل النهوض بالرياضة الجزائرية. وكان وزير الشباب و الرياضة قد عبر عن غضبه يوم السبت الماضي من التأخر الكبير الذي سجل في انجاز المشاريع التي تخص قطاعه في ولاية الجزائر، حيث أكد أن57 بالمائة من مشاريع إنجاز المرافق الرياضية المسطرة ما بين 2000 و 2013 بالعاصمة لم تطلق بعد. وفي هذا الصدد، جدد تهمي التزامه بإعادة ترتيب الأمور و إعادة إطلاق المشاريع العالقة خلال سنة 2014، إلى جانب تسطير برنامج آخر خاص بالفترة الممتدة ما بين 2015-2019 ويخص انجاز منشآت رياضية في كل البلديات التي تعاني من نقص المرافق الرياضية و العمل على تحقيق الهدف الاكبر المتمثل في منح كل دائرة على المستوى الوطني مركبا رياضيا بأتم معنى الكلمة، كما قال الوزير.