ساعدت عودة الاضطرابات الجوية وارتفاع مياه البحيرات والمستنقعات في الأيام الأخيرة في وفرة أعداد كبيرة من سمك الأنقليس مما أسال لعاب هواة "شواء السمك" وأفرحهم. فعلى طول الطريق الوطني رقم 44 لاسيما بالقرب من المسطحات المائية يتواجد عدد كبير من الباعة الموسميين الذين يعرضون هذا السمك الذي يشبه في شكله الثعبان بأسعار لا تقبل أي منافسة. وتعرض في متناول هواة الشواء أسماك الأنقليس ولكن أيضا مجموعة كبيرة من أسماك المياه العذبة ومن أحجام مختلفة بأسعار تتراوح بين 50 و 250 دج وهذا حسب حجم السمكة الواحدة كما لوحظ. وفي الواقع فإن هؤلاء الباعة الموسمين هم صيادون يقطنون بالقرب من المناطق الرطبة حيث يلوحون بأيديهم لسائقي المركبات المارين من أمامهم ويدعونهم إلى التوقف هنيهة وهو الوقت الذي تتطلبه التساوم على سعر قطعة السمك التي وقع الاختيار عليها حيث نادرا ما يغادر سائقو المركبات طاولات عرض الأسماك وأيديهم خاوية. ومن بين هؤلاء الباعة يوسف وهو رجل في عقده السادس وهومولع بصيد هذا النوع من الأسماك حيث يوضح أن الزبائن الذين يتوقفون عند طاولته "وهم كثر" يتابعون دائما بفضول كبير مختلف مراحل تقطيع سمك الأنقليس ذي الجلد اللزج الذي يصعب التحكم فيه. وينزع يوسف -الذي يجمع بين العمل والكلام في آن واحد والذي لا تفارقه تلك السن القاطعة وأوراق جرائد- جلد السمك وأحشاءه ببراعة وسرعة مدهشتين. وفضل يوسف الذي يحفزه نجاح تجارته الموسمية القيام ببيع وشواء الأسماك بنفس الموقع حيث يبدو أن الزبائن يستمتعون بشكل كبير بتتبع مختلف مراحل نزع الأحشاء والشواء. وفي ظل ارتفاع المياه ببلدية عين العسل "تغزو" مجموعة كبيرة من الصيادين الذين يحملون بأيديهم صنارة الصيد طوال ساعات اليوم ضفاف المسطحات المائية من أجل القيام بصيد سمك الأنقليس ولكن أيضا مطاردة سمك الشبوط المتوفر بشكل كبير في الفترة الشتوية. ويحتسي هؤلاء الصيادون الهواة فناجين القهوة وهم هادؤو ن لكونهم واثقون بأنهم لن يعودوا إلى منازلهم خائبين. أما منصور وهو من هواة هذا النوع من الصيد فيؤكد من جهته بوجه بشوش أنه يقوم بإهداء الفائض من الأسماك الى الجيران بعد أن يبيع ما أمكنه من هذا السمك إما لبعض المطاعم أو للأشخاص.