تتزايد حدة التصعيد في المشهد السياسي بأوكرانيا في اعقاب نشر قوات روسية في جزيرة القرم فيما قررت مجموعة الدول السبع تعليق مشاركتها في الإعداد لقمة مجموعة الثماني دول الصناعية الكبرى المقررة عقدها في روسيا في يونيو المقبل كخطوة جماعية لردع التدخل الروسي في المنطقة ذات الحكم الذاتي. و أصبحت شبه جزيرة القرم حاليا البؤرة المحورية في الأزمة الأوكرانية بعدما انتشرت القوات الروسية برا وجوا في الجزيرة التي يتمركز بها أسطول البحر الأسود الروسي ما سمح بالمسلحين السيطرة على المطارات والبرلمان والمباني الحكومية حسبما اكده مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية. و قد صادق البرلمان بالإجماع على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صالح الروسية "حتى عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى هذا البلد" حسبما افادت به وسائل إعلام روسية. وقال بوتين ان روسيا لا يمكنها أن "تبقى ساكنة إذا شنت اعمال عنف على الناطقين بالروسية في المناطق الشرقية بأوكرانيا وشبه جزيرة القرم". الا ان الحكومة الألمانية اعلنت أن الرئيس الروسي وافق على اقتراح من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتشكيل مجموعة اتصال بهدف البدء بحوار سياسي في الشأن الأوكراني. -ادانات و تحذيرات امريكية اوروبية من التدخل الروسي في القرم وعواقبه- و في تطور جديد في الموقف الغربي ازاء التحرك الروسي في اوكرانيا أعلن زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تعليق التحضيرات الجارية لقمة (مجموعة السبع و روسيا) التي من المقرر اجراؤها بمنتجع /سوتشي/ الروسي في شهر يونيو القادم. و بالفعل فقد انسحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكندا من الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني الكبرى المقبلة احتجاجا على موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية. و أدان زعماء مجموعة السبع وفق بيان أعلنته الرئاسة الأمريكية يوم الاثنين ما اسموه ب"انتهاك" سيادة أوكرانيا من جانب روسيا معتبرين أن تصرفات روسيا في أوكرانيا "تتناقض والمبادئ والقيم التي تحكم مجموعة السبع ومجموعة الثماني لذا قررنا في الوقت الراهن تعليق مشاركتنا في الأنشطة المتعلقة بالتحضيرات لقمة سوتشي". وقال البيان "إن قرار تجميد التحضيرات لقمة الثماني سيظل ساريا إلى أن يعود الجو ملائما لإجراء مفاوضات ذات مغزى في مجموعة الثماني". ومن جهته حذر وزير الخارجية الأمريكي كيري روسيا من أنها ستفقد عضويتها في مجموعة الثماني فيما لو واصلت خياراتها العسكرية في أوكرانيا , قد تخسر استضافتها لقمة مجموعة الثماني و قد تتجمد أرصدة شركاتها مع انسحاب الشركات الأميركية وقد يتعرض الروبل إلى مزيد من الانخفاض". الا انه لم يلوح بأي عمل عسكري أميركي لمواجهة سيطرة مسلحين موالين لموسكو على أجزاء واسعة من شبه جزيرة القرم التي تعتبر مقرا لأسطول روسيا البحري منذ القرن الثامن عشر. الا ان المانيا لا تبدو متحمسة لطرد روسيا من مجموعة الثماني فقد ابدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تحفظا على هذا الاقتراح داعيا بالمقابل إلى العمل على وقف تدهور الوضع في أوكرانيا. -مساعي أمريكية و اوروبية لاحتواء الازمة- ووسط تأزم شديد بين الغرب وروسيا يتوجه غدا الثلاثاء رئيس الدبلوماسية الامريكية جون كيري لى اوكرانيا حيث سيؤكد مجددا في اجتماعاته في مع القيادة الأوكرانية الجديدة دعم الولاياتالمتحدة "القوي" لسيادة واستقلال ووحدة أراضي الدولة وحق الأوكرانيين في تقرير مستقبلهم الخاص "دون أي تدخل أو استفزاز خارجي". وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية ان الرئيس باراك أوباما سيواصل مشاوراته مع الدول الحليفة بشأن الأزمة في أوكرانيا وبحث امس هاتفيا مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأزمة الأوكرانية وييجري مشاورات اليوم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس البولندي برونيسلو ماريا كومورويسكي. و من المقرر ان توفد الاممالمتحدة نائب الامين العام للمنظمة يان إلياسون الى أوكرانيا "ليشرف بنفسه على الوقائع على الارض" و الاطلاع على "الخطوات التي يمكن للأمم المتحدة ان تتخذها لدعم عدم تصعيد الموقف". من جهته حث حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ختام اجتماع عاجل امس طرفي النزاع على السعي فورا إلى إيجاد حل سلمي عبر الحوار الثنائي في ظل وجود وساطة دولية عند الاقتضاء" ومن خلال ارسال مراقبين دوليين تحت رعاية مجلس الأمن الدولي أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مؤكدا مواصلة دعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها و"حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره دون تدخل خارجي". و من المقرر ان يجتمع مجلس الحلف مع وفد أوكراني لمعاينة مختلف جوانب الأزمة في أوكرانيا. وتأتي اجتماعات الحلف قبل 24 ساعة من لقاء عاجل لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل لبحث التطورات المتلاحقة في أوكرانيا منذ عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الاسبوع الماضي اثر مظاهرات مناهضة له بعد رفضه التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وبدورها دعت بولونيا من جهتها الى اجتماع استثنائي على مستوى وزراء خارجية الناتو من المتوقع أن ينعقد الأربعاء المقبل.