تجري عملية الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم الخميس ببلديات الجزائر الوسطى في أجواء يطبعها التنظيم المحكم والظروف الحسنة التي استحسنها الناخبون. وبدأ الناخبون ببلديات الجزائر الوسطى منذ الساعات الاولى من فتح مكاتب الاقتراع الادلاء بأصواتهم في اجواء ربيعية تميز حالة الطقس التي ستسود الجزائر العاصمة يوم الاقتراع وكذا كل ولايات الوطن الاخرى. واجمعت مختلف الانطباعات التي استقتها (وأج) من ناخبين ومشرفين على عدد من مكاتب التصويت بهذه الجهة من العاصمة على أن العملية تجري في ظروف تنظيمية محكمة حيث يؤدي الناخبون واجبهم الوطني في أجواء هادئة وعادية. ببلدية سيدي محمد التي كانت الوجهة الاولى لنا في تنقلنا عبر بلديات الجزائر الوسطى تقربنا بالمكتب الانتخابي بمدرسة "عين الزرقاء" من عائلة السيدة جميلي فاطمة (ربة بيت) التي كانت بصحبة ابنتها من اجل التصويت وكذا حفيدها البالغ من العمر خمس سنوات الذي بدى في غاية السعادة لتواجده بالمكان وقال لنا "انا فرحان ولما اكبر سأصوت". وفي استفسارنا عن قدومها في هذا الوقت المبكر من النهار للادلاء بصوتها قالت السيدة فاطمة انها "حبذت ذلك من اجل التفرغ لاعمالها المنزلية فيما تبقى من ساعات الصبيحة وكذا متابعة أخبار سير الانتخابات عبر القنوات التلفزيونية". ومن جهتها قالت نائبة المكتب الانتخابي نوري حبيبة ان الامور تسير لغاية الساعة ضمن ظروف عادية وطبيعية مشيرة الى ان العدد الناخبين حتى الساعة (التاسعة صباحا) لا زال "محتشما". مع العلم ان المكتب مخصص للنساء فقط. ونحن نطوف بارجاء المكتب كان عدد من ممثلي المترشحين يقومون بمهمتهم في متابعة العملية الانتخابية وتوقع أحدهم تزايد أعداد المواطنين في الظهيرة. وبمجرد ولوجنا مكتب انتخابي اخر ببلدية سيدي محمد بالجزائر الوسطى قابلنا اعضاء من التشكيلة الدولية للحقوق والتنمية كانوا يؤدون مهمتهم في متابعة عملية التصويت. جو من السكينة طبع شوارع العاصمة... مواطنون منشغولون بقضاء حاجياتهم باعتبار ان اليوم يوم عطلة وملاعب بالاحياء تعج بالحركة يضاف الى ذلك انتشار مكثف لاعوان الامن خاصة على مستوى البريد المركزي من أجل السهر على راحة المواطن وضمان حسن سير الانتخابات. اغتننما الفرصة في تجوالنا وتوجهنا الى السوق الشعبي رضا حوحو "كلوزال" للتقرب من المتسوقين والتجار وأخذ أراءهم حول الانتخابات وكان حقا الامر مثيرا للاهتمام عندما قال لنا الاخوين رضا ورضوان (بائعين للحوم البيضاء) ان "التنافس لدعم مترشح أو اخر بلغ درجة التنافس في الاسعار والاجدى لمن يخفض الاكثر". وقال رضا أنه وأخوه حبذا التوجه الى للتصويت في الظهيرة ببلديت مسقط رأسهما بوزريعة في اعالي العاصمة. وبجوار المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بشارع العربي بن مهيدي (الجزائر الوسطى) دخلنا الى مكتب انتخابي اخر حيث وجدنا رئيس المكتب السيد حاج احمد يحادث اعضاء في اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات من أجل التنسيق بين الطرفين ضمن المهمة المناطة بهما. وأبدى السيد حاج احمد تفاؤله من نسبة المشاركة وقال انه بالمقارنة مع الانتخابات الرئاسية لعام 2009 في هذه الساعة (التاسعة والنصف) فان اقبال المواطنين في هذه المرة كان أكبر مؤكدا ان الامور تسير بصورة عادية جدا ودون أي اشكال وان المؤطرين وممثلو المترشحين حاضرون. يشار الى انه طبقا للمادة 35 من القانون العضوي رقم 12-01 مؤرخ في 18 يناير 2012 المتعلق بنظام الإنتخابات يتكون مكتب التصويت ثابتا و يمكن أن يكون متنقلا من رئيس و نائب رئيس و كاتب و مساعدين إثنين. وسوف يختار الناخبون بالاقتراع السري رئيسا للدولة للخمس سنوات القادمة من بين المترشحين الستة المتسابقين على المنصب وهم السيدة لويزة حنون و السادة عبد العزيز بلعيد, علي بن فليس, موسى تواتي, عبد العزيز بوتفليقة و علي فوزي رباعين.