شهدت العديد من بلديات العاصمة منذ الساعات الأولى لصباح أمس إقبالا متوسطا على العموم للمواطنين على صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية المنتخبة البلدية والولائية في إطار الانتخابات المحلية لل 29 نوفمبر الجاري، حيث سارت العملية في جو جد عادي ميّزه التنظيم المحكم مع تسجيل بعض التجاوزات التنظيمية الطفيفة التي تمّ تداركها. وسجّلت بعض المناطق على غرار حي بن طلحة إقبالا محتشما للمواطنين على مكاتب التصويت، حيث وقفت “المساء” على سير عملية الاقتراع بالمدرسة الجديدة ببن طلحة، التي جرت في أجواء هادئة، حسبما أكده رؤساء مكاتب التصويت والقائمون على تنظيم ومتابعة العملية، التي ميّزها حضور كبار السن والنساء بصفة خاصة وبعض الشباب الذين أبوا إلا أن يؤدوا واجبهم الانتخابي. وأكد رئيس أحد المكاتب السيد “م/ع” أن معظم مراكز التصويت على مستوى البلدية سجّلت إقبالا متوسطا للناخبين على صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى لموعد انطلاق الانتخابات المحلية، مرجعا ذلك إلى تفضيل غالبية المواطنين القيام بواجبهم الانتخابي في الفترات المسائية بحكم ارتباطات بعضهم بالعمل وقضاء مصالحهم الشخصية، كما أشار كذلك إلى عدم حضور الكثيرين، لاسيما القاطنين بالأحياء النائية بسبب سوء الأحوال الجوية. وعبر معظم الناخبين، الذين التقتهم “المساء” عن أملهم في أن تحدث هذه الانتخابات تغييرا جذريا للمجالس البلدية والولائية، التي فشلت في التكفل بانشغالات المواطنين، لاسيما الشباب وتحقيق التنمية المحلية الشاملة. وقال أحد الناخبين الشباب ر-صالح (18 سنة، طالب) إنه يقوم بأول مرة بواجبه الانتخابي، معبرا عن أمله أن تختار هذه الاستحقاقات الأشخاص الأكفاء القادرين على التكفل الأمثل بمشاكل الشباب والقضاء على البطالة واستحداث مناصب الشغل ومحاربة الآفات الخطيرة بالمجتمع، داعيا كافة الشباب إلى وجوب الإدلاء بأصواتهم واختيار من يرونه مناسبا وعدم ترك أصواتهم يتلاعب بها دعاة المقاطعة”. وأكدت م-سمية (30 سنة، موظفة) أن هذه المحليات تعني الكثير بالنسبة للجزائر، خاصة وأنها تعيد رسم ملامح الجماعات المحلية (البلدية والولائية) وتؤسس لعهد جديد يسمح باختيار أحسن الكفاءات والإطارات لتسيير المجالس المحلية المنتخبة، معتبرا أن المقاطعة لا تخدم أحدا ما عدا أولئك الراغبين في ضرب استقرار وأمن البلاد. من جهتها، عبّرت السيدة خ-باية (62 سنة) عن أملها الكبير في أن تفرز هذه الانتخابات الأشخاص القادرين على تحسين الأوضاع الاجتماعية وإنشاء مناصب الشغل وحماية الأمن والاستقرار الذي تنعم بهما الجزائر. نفس الأجواء عرفتها مراكز التصويت ببلدية براقي، التي سجلت توافدا نسبيا للمواطنين على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أجواء جد عادية، حسبما لوحظ بمدرسة المرجة الجديدة وما أكده مسؤولو بعض المكاتب. وقال مسؤول أحد مكاتب الاقتراع “ح،ف” العملية جرت على أحسن مايرام، حيث ميّزها إقبال لا بأس به للناخبين ما بعد الظهيرة، مع تسجيل بعض التجاوزات التي لم تؤثر على مجريات الاقتراع المتمثلة في محاولة بعض الأطراف المجهولة التأثير على الناخبين والتشويش على اختياراتهم إلا أن تدخّل عناصر الأمن حال دون ذلك. من جهة أخرى، لم تمنع سوء الأحوال الجوية وتهاطل الأمطار سكان بلدية الكاليتوس من الخروج إلى صناديق التصويت لأداء واجبهم الانتخابي واختيار ممثليهم في المجالس المحلية المنتخبة. وأكد مسؤولو بعض المكاتب بمدرسة حي 621 مسكنا السّير الحسن لعملية الاقتراع، التي انطلقت منذ الساعة الثامنة صباحا، التي خلت من أي تجاوز يذكر ما عدا بعض المشاكل التنظيمية والإدارية المحضة كنفاد الحبر والأظرفة البريدرية وغياب أسماء بعض المسجلين في قوائم الانتخاب. وأجمع جل الناخبين الذين التقيناهم بأهمية هذه الاستحقاقات لكونها تعيد تجديد العهد بين المجالس المحلية المنتخبة والمواطنين، لاسيما ناحية الاستجابة لانشغالات الشباب وتحقيق التنمية المحلية.