في مظاهرة هي الأكبر منذ النكبة عبر فلسطينيو 48 عن غضبهم وحنقهم الشديدين على "جرائم الإبادة" في قطاع غزة وطالبوا بوقفها وبمحاكمة مرتكبيها. ولبى الفلسطينيون في الداخل نداء لجنة المتابعة العليا الخاصة بشؤونهم بمواصلة الاحتجاج والمشاركة في مظاهرة مركزية رغم حملة التهديدات والاعتقالات الجارية من قبل السلطات الإسرائيلية. وفي التظاهرة التي رُفعت فيها الرايات الفلسطينية والأعلام السوداء وصور ضحايا قطاع غزة، هتف المتظاهرون منددين ب"جرائم الحرب" الإسرائيلية. ومن هذه الهتافات "انتقام انتقام يا كتائب القسام" و"من غزة طلع القرار انتفاضة وانتصار" و"يا أبو مازن يا بوقريع غزة هاشم مش للبيع" و"غزة ما بتركع للدبابة والمدفع" و"صاحت غزة يا عرب وين النخوة والغضب". وحث فلسطينيو 48 في شعاراتهم وهتافاتهم جميع الفصائل الفلسطينية على الوحدة والتكاتف لإنقاذ غزة، ودعا عريف المهرجان الخطابي الذي وجه المظاهرة فاروق زبيدات أهالي قطاع غزة للثبات والتشبث بالحقوق. وأكد زبيدات أن الحملة الشنيعة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لا تسهدف حركة حماس وكسر إرادتها فحسب بل هي محاولة للإجهاز على القضية الفلسطينية والتأسيس لمرحلة جديدة تفرض فيها تسوية مذلة على الشعب الفلسطيني. وأضاف قائلا إن الجيش الإسرائيلي "يرمي حمم النار والبارود لا لتحييد المقاومة صواريخ وتبديد طاقاتها فحسب بل للنيل من إرادتها ولكن هيهات". وبعد دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء اقتصرت الكلمات السياسية على كلمة لرئيس بلدية المدينة المضيفة مازن غنايم، الذي حيا صمود أهالي غزة وقال إنهم بدماء أبنائهم يعبّدون الطريق لاستعادة حقوقهم، وأضاف "سخنين بلد الشهداء وجميع الأشقاء في الداخل يحنون هاماتهم لغزة البطلة". ودعا غنايم العرب والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فاعلة لوقف جرائم إسرائيل بحق المدنيين في غزة، مشددا على حيوية توحيد البيت الفلسطيني، وأضاف "لسنا لا فتح ولا حماس بل نحن شعب فلسطين". وأكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية أن غزة تبشر باندحار الاحتلال وانتصار الحق رغم طوفان الدماء والمأساة الإنسانية، واعتبر أن السلوك الإسرائيلي الإجرامي يشبه سلوك الدجاجة المذبوحة وهي تشق غبار الأرض قبل لفظ أنفاسها لأن النصر للحق وللمطالب به في نهاية المطاف. وأكد الخطيب حق الجماهير في التعبير عن غضبها ضد الجرائم الإسرائيلية وعن استيائها العميق مما أسماه الموقف المشين للسلطة الوطنية الفلسطينية والتواطؤ العربي الرسمي. وأضاف أن "واجب الساعة أن يهب الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم لنصرة أهلنا في غزة، وهذا أيضا واجب الشعوب العربية وكل صاحب ضمير حي في العالم". وأكد رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي النائب جمال زحالقة أنه رغم عدم تحديد أهداف عسكرية واضحة للحملة، فإن المخطط الإسرائيلي واضح ويتمثل بمحاولة تصفية المقاومة، وأوضح أن إسرائيل لن تستطيع تمرير أي مخطط سياسي لا يستند على الإجماع الوطني الفلسطيني. واعتبر زحالقة المظاهرة لا صرخة غضب واحتجاج وتضامن فقط بل رسالة سياسية مزدوجة تؤكد شرعية المقاومة والتشبث بالحقوق الوطنية ودعوة مدوية لتوحيد البيت الفلسطيني كونها قد تمت من قبل القوى الوطنية والإسلامية في الداخل. وأضاف أن حملة الاعتقالات البوليسية والتعسفية واستدعاء المواطنين للتحقيق لدى جهاز الأمن الداخلي بإسرائيل (شاباك) لن تردع فلسطينيي 48 عن القيام بواجبهم للوقوف إلى جانب الأهل في غزة الذين يتعرضون لأبشع وأفظع أشكال القتل والدمار. ويبلغ عدد المعتقلين من فلسطينيي الداخل منذ بدء العدوان على غزة نحو 350 معتقلا في حين يواصل جهاز الشاباك استدعاء الناشطين للتحقيق معهم ومحاولة ترهيبهم وثنيهم عن التظاهر والاحتجاج.