استيقظ اليمنيون يوم الخميس على وقع تفجيرات أودت بحياة 63 شخصا على الأقل وذلك في وقت يعيش فيه اليمن ظروفا سياسية وأمنية حرجة لا سيما بعد اعتذار أحمد عوض بن مبارك عن تشكيل الحكومة إثر تهديد الحوثيين بمزيد من التصعيد في حال المضي بهذا التعيين. وقد أسفر تفجيرا إنتحاريا استهدف تجمعا للحوثيين عند حاجز للتفتيش بالمدخل الشمالي الشرقي لميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء عن مقتل 43 شخصا من بينهم أطفال ونحو 150 مصابا وحالة 40 شخصا منهم حرجة حسب بيان صادر عن جماعة الحوثي. ووجهت اللجنة الطبية للثورة التابعة للجماعة نداء إلى الأطباء والممرضين للتوجه إلى مستشفى الثورة نظرا لازدحام الجرحى وقلة الطاقم الطبي. وكان يفترض أن يتم التجمع في ميدان السبعين وفقا لدعوة وجهت من عبد الملك الحوثي الليلة الماضية للضغط من أجل تغيير رئيس الوزراء المكلف بن مبارك ولكن بعد تراجع الأخير وتقديم اعتذاره إلى الرئيس عبد ربه هادي منصور بعدم قبول المنصب تم تغيير مكان التجمع إلى ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء. وحسب تقارير إخبارية فإن العملية تحمل بصمات القاعدة وهي ليست الأولى من نوعها فقد سبقها العديد من العمليات المشابهة التي استهدفت الحوثيين في العديد من المناطق كصعدة وعمران وغيرها. ولكن حتى اللحظة لم يتم التبني رسميا من قبل القاعدة للتفجير. وفي هذه الأثناء قتل 20 جنديا وأصيب 13 بجروح اليوم في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة ضد نقطة تفتيش في ضواحي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن حسبما أفاد مصدر عسكري. وقال المصدر إن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة انفجرت عند نقطة تفتيش للجيش في منطقة الغبر بلدة بروم على المدخل الغربي لمدينة المكلا مما أدى إلى مقتل عشرة جنود بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتين". بن مبارك يعتذر عن تشكيل الحكومة "حرصا على وحدة الصف الوطني" ويسود مناخ سياسي غامض في العاصمة اليمنية صنعاء بعد إعلان أحمد عوض بن مبارك رئيس الوزراء اليمني المعين حديثا اعتذاره عن تشكيل الحكومة فيما قبل الرئيس اليمني الاعتذار وذلك بعد رفض جماعة الحوثي وأحزاب أخرى لقرار التعيين. وطلب بن مبارك رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي "إعفاءه من تشكيل الحكومة الجديدة وتولي مسؤولية رئاسة الوزراء حرصا على وحدة الصف الوطني وحرصا على تجنيب الوطن أية انقسامات أو خلافات ". وعلى أثر ذلك وافق المعترضون على تشكل بن مبارك للحكومة وفي مقدمتهم جماعة الحوثي على وقف الفعاليات الاحتجاجية والتصعيدية التي كانوا يعتزمون القيام بها ابتداء من صباح اليوم الخميس في صنعاء. وفي وقت سابق أمس الأربعاء دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الذي يسيطر الموالون له على العاصمة اليمنية منذ الشهر الماضي إلى احتجاج حاشد في صنعاء اليوم ضد تعيين رئيس وزراء جديد قال أن الولاياتالمتحدة هي التي فرضت تعيينه. وحذر الحوثي في كلمة أذاعها التلفزيون من أن الإحتجاج "سيقترن بخطوات لم يحددها للمساهمة في تصحيح هذا الخطأ" وناشد الرئيس عبد ربه منصور هادي إعادة النمظر في تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء. وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت رفضها تكليف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك بمنصب رئيس الحكومة واعتبرته "تدخلا خارجيا" كما رفض حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح هذا التكليف. للتذكير فإن الحوثيين وقعوا في 21 سبتمبر الماضي أي في اليوم نفسه الذي سيطروا فيه على صنعاء اتفاقا للسلام برعاية الأممالمتحدة إلا أن الحوثيين لا يزالون منتشرين في صنعاء. ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي وأيضا خفض سعر المشتقات النفطية. ويشترط اتفاق السلم والشراكة في من يتولى رئاسة الحكومة أن يكون شخصية وطنية محايدة وغير حزبية ويتمتع بالكفاءة وبدرجة عالية من النزاهة ويحظى بدعم سياسي واسع.