أكد وزير التعليم العالي و البحث العلمي السيد محمد مباركي يوم الثلاثاء بولاية سطيف على ضرورة التفكير في إنشاء "أقطاب امتياز جامعية" من أجل ترقية البحث العلمي و الاستجابة لاحتياجات الاقتصاد الوطني. و أبدى الوزير خلال تفقده ورشة إنجاز 2000 مقعد بيداغوجي بالموقع المخصص لاحتضان القطب الجامعي للعلمة عدم اقتناعه بإنجاز مثل هذا الهيكل في مدينة تقع بأقل من 15 دقيقة عبر الطريق السيار عن سطيف حيث يجد قطبان جامعيان اثنان يعملان و هما في تطور مستمر. وأضاف السيد مباركي أنه من الأهمية بمكان تطوير رؤية استشرافية على المدى الطويل و التفكير في إنشاء بثاني مدينة لولاية سطيف قطب امتياز موجه لتخصص يستجيب لخصوصيات هذه المنطقة على غرار الري و الفلاحة. و شدد الوزير بالمناسبة على ضرورة تجاوز التصور الذي أصبح كلاسيكيا و المتمثل في إطار دمقرطة قطاع التعليم العالي ضمان مقعد بالجامعة لكل طالب بالثانوية نجح في امتحان البكالوريا إلى رؤية لائقة و ملائمة ترمي إلى تطوير و ترقية البحث العلمي في مختلف مجالات المعرفة. و لدى وصوله إلى سطيف و تفقده عديد ورشات القطب الجامعي لسطيف 1 بحي الباز تطرق السيد مباركي إلى الجهود التي تبذل من طرف دائرته الوزارية من أجل "ربط" التعليم العالي بالبحث العلمي. و أضاف الوزير أن بهذه الولاية التي تطورت فيها الجامعة بشكل ملحوظ و تتوفر على الوسائل المادية و التجهيزات و هياكل التأطير العلمي من أجل إنجاح هذا الربط بين التعليم العالي و البحث العلمي فإن الهدف المرجو هو جعل الجامعة الجزائرية مواكبة للاحتياجات المرتبطة بتنمية البلاد. و تطرق السيد مباركي أيضا إلى مسالة الدراسات في الهندسة المعمارية حيث أشار إلى نوع من "عدم الفهم" موضحا أن في النظام الكلاسيكي شهادة الليسانس تمكن من الحصول على صفة مهندس.أما الآن و بعد تعميم نظام (ليسانس-ماستر دكتوراه) المعروف اختصارا ب"أل أم دي" فإن شهادة الدولة وحدها هي التي تمنح صفة المهندس المعماري و كذا الماستر المتحصل عليه بعد مدة دراسة معادلة لتلك الخاصة بالنظام الكلاسيكي. و بقطب الباز استفسر الوزير حول مدى تقدم أشغال بناء مكتبة مركزية تتسع ل1000 مقعد بنسبة إنجاز 53 بالمائة و 20 مخبر بحث ليشدد الوزير بعين المكان على ضرورة تدارك العجز المسجل. و بجامعة سطيف 2 (قطب الهضاب) بشرق المدينة و بعد أن وضع حجر الأساس لمشروع بناء 70 سكنا موجها للأساتذة أكد السيد مباركي خلال تفقده لورشات بناء 6 آلاف مقعد بيداغوجي و إقامة جامعية تتسع ل3 آلاف سرير على ضرورة تسليم هذين المشروعين بحلول الدخول الجامعي المقبل. و دعا الوزير بالمناسبة كذلك إلى استغلال بعد التشاور مع الولاية للفضاءات المتوفرة بموقع الهضاب للاستجابة للحاجة الملحة لهياكل مرافقة (ثقافية و ترفيهية و رياضية بالخصوص) معتبرا أنه من غير المعقول أن تفتقد الجامعة إلى مثل هذه الهياكل.