دعا الباحث في التصوف سعيد جاب الخير يوم السبت بالعاصمة إلى "ضرورة مراجعة الخطاب الديني" في الجزائرمن أجل "مواجهة التشدد والتعصب" الديني والفكري الذي بدأ يتسلل في المجتمع في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وأكد سعيد جاب الخيرفي ندوة بعنوان "واقع التصوف والمرجعية الدينية في الجزائر" نظمت بالمتحف الوطني للفنون الجميلة على "وجوب مراجعة الخطاب الديني" في الجزائر وخصوصا في "برامج تكوين الأئمة والإطارات الدينية وكذا التربية الإسلامية" في المدارس والجامعات بالإضافة ل"خطابات وسائل الإعلام وخصوصا المرئية منها" للتصدي لظاهرة التطرف. وشدد صاحب كتاب "أبحاث في التصوف والطرق الصوفية: الزوايا والمرجعية الدينية في الجزائر" على أن "ضبابية المرجعية الدينية" في الجزائرتساعد بدورها على "تغلغل الأفكارالمتشددة الآتية من الخارج وعلى رأسها +الوهابية+" ضاربا المثل بمنصب المفتي العام للجمهورية الجزائرية "الذي لم يتفق عليه" لعدة أسباب أهمها "الإختلافات بين التيارات الإسلامية" المتواجدة في الجزائرعلى حد قوله. وتوجد بالجزائرأكثرمن ثلاثين طريقة صوفية منتشرة عبركامل القطرالجزائري وقد لعبت أدوارا أساسية عبرالقرون في توجيه الحياة السياسية والإجتماعية والعلمية والثقافية للجزائريين على غرارالطريقة التيجانية التي تأسست في 1782 ومقرها بعين ماضي (الأغواط) والتي ينتسب لها الملايين من الاتباع ببلدان غرب إفريقيا خاصة السينغال وبوركينافاسو ومالي ... وعاد المتحدث إلى التاريخ حيث اعتبرأن الصوفية "تعرضت دائما للإضطهاد في العالم الإسلامي وخصوصا من قبل منظومة الفقيه المرتبطة بالسلطة" رغم "دورها الكبيرفي نشرالإسلام وفي حركات المقاومة الوطنية ..." حسب أقواله. وأشارالباحث في نفس الوقت إلى أنه في ظل الإنتشارالحالي "الكبير" للأفكاروالإعتقادات المتشدة فإن الصوفية "مجبرة بدورها على مراجعة موقعها وخطابها وكذا أدوات توصيل هذا الخطاب" بالعودة إلى المرجعيات الصوفية المعروفة كابن عربي. وقال سعيد جاب الخيرمن جهة أخرى أن الأعمال الإرهابية التي تعرفها بعض بلدان غرب إفريقيا "المعروفة بتاريخها وإرثها الصوفي الكبير" دليل على توغل "جهات خارجية تعمل سياسيا وعبرالمال على +وهبنة+ هذه المنطقة التي دخلت الإسلام بفضل رجال الصوفية" كما شدد الباحث. وتأسف المتحدث أيضا على "استغلال الصوفية من قبل بعض البلدان +في المغرب العربي+ لتحقيق أهداف سياسية ولتصفية الحسابات" مضيفا "رغم هذا لا توجد خلافات مطلقا بين الطرق الصوفية وإن كانت توجد خلافات سياسية بين دولها" المتواجدة بها. ويعرف عن سعيد جاب الخيراهتمامه بالتصوف ومختلف الحركات الإسلامية في الجزائروقد ساهم بمقالاته في عدد من الجرائد والمواقع الإلكترونية ومن إصداراته الأخرى "التصوف والإبداع" (2007).