أفاد الدكتور محمد بن بريكة، أول أمس، بوجود 320 طريقة صوفية في العالم، معتبرًا أنّ الجزائر هي مركز ومنشأ أغلب الطرق، وأشهرها: القادرية، الشاذلية، الرِّفاعية، النقشبندية، والخلوتية ثمّ التيجانية. أبرز بن بريكة، خلال تقديم ''موسوعة الطرق الصوفية''، الصادرة عن دار الحكمة، بقاعة الأطلس في الجزائر العاصمة، أنّ إصداره هو أول موسوعة علمية في الطرق الصوفية، هدفه التّعريف بالطرق الصوفية وعلم التّصوف. كما تطرّق المتحدث إلى الصراع القائم بين الجزائر وتونس والمغرب ومصر، من أجل استقطاب وجلب أكبر عدد ممكن من الزوار للمعالم الدينية، داعيًا السلطات في الجزائر إلى العمل على الاستفادة من هذه المعالم، والتّرويج للسياحة الدينية في ربوع الوطن. وأشار الدكتور إلى أنّ الموسوعة ''تضم 32 جزءًا، صدر منها 16 جزءا، بينما ستصدر الأجزاء الثمانية قريبا''، سائلا وزارة الثقافة عن موافقتها من عدمها، لطبع الموسوعة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وتوزيعها. وانتقد المتحدث وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لعدم اهتمام مصالحها بالطرق الصوفية، قائلا ''يفترض أن يكون لديها دائرة للطرق الصوفية، خاصة أنّ أصحاب الزوايا منخرطين في المرجعية الدينية للجزائر -الفقه المالكي- لكنّهم ليسوا تابعين للوزارة''. ودعا مراكز الدارسات الأمنية الإستراتيجية في الجزائر، إلى وضع دراسة ذات منهجية واضحة، لحماية المرجعية الوطنية، والسلطات إلى إنشاء المدينة التيجانية، بغية تكوين آلاف الأفارقة وتمكين الدولة من استقطاب السياحة الدينية. وانتقد من جانب آخر ترجمة علم التّصوف، لأنّها ''أفقدت التراث الصوفي معانيه، وهي خيانة للمعنى الحقيقي''، مضيفًا ''لأنّنا لو تأملنا إلى تراجم القرآن الكريم لوجدنا تحريفًا واضحًا في ترجمة معانيه، ومثال ذلك التخبط في ترجمة معنى كلمة ''عَلَق''. وأشار المتحدث أنّ الحركة الوهابية كانت لها ''الأثر السيِّئ في عقول الشعوب الإسلامية، وكانت المسبّبة للتّطرف في العالم الإسلامي''.
