تظاهرت العديد من النساء الجزائريات نهاية الأسبوع الماضي، مرتديات " الحايك" وهتفن "عاشت الجزائر جزائرية"، ذلك بهدف الترويج للباس التقليدي في ظل انتشار الحجاب الاسود والنقاب الغريبين عن تقاليده. وضمت هذه المسيرة التي نظمتها طالبة في معهد الفنون الجميلة تدعى سعاد، نحو ثلاثين مشاركة انطلقن من وسط القصبة الى مكتب البريد الرئيسي في المدينة، حيث اسفرن عن وجوههن وهن مبتسمات. وقالت سعاد، وهي رسامة لا ترتدي الحجاب عادة لكنها ارتدته في هذه المسيرة التي تدافع عن اللباس التراثي في البلاد: "ارغب في ان نعطي لباس الحايك قيمته، وهذه محاولتي الثانية لهذه الغاية".في حين وقالت احدى المتظاهرات: "نريد ان نتخلص من هذه الملابس القاتمة والخانقة التي تأتينا من السعودية، وأن نعود إلى لباس الحايك التقليدي الذي يعد مصدر اعتزاز للمرأة الجزائرية". كما اعتبرت العديد من النسوة المتظاهرات أن الحايك جزء من ثقافة الجزائرية ، وأن اللباس الاسود غريب عنا تماما كما أنه لا يمت لتقاليدنا وعاداتنا بصلة، وتقر هذه الشابة ان لباس الحايك ذو جذور تركية، لكنه تحول منذ قرون الى لباس تقليدي في الجزائر، ابان الوجود العثماني، واليوم بات هذا اللباس حكرا على النساء العجوزات. وقد لقيت هذه المسيرة النسوية ترحيب العديد من المارة سواء من الرجال أو النسوة، الذين استحسنوا المبادرة واعتبروها خطوة ايجابية في سبيل الحفاظ على الموروث الثقافي، والتقليدي للجزائريين، كما أن عودة الحجاب الى الانتشار بقوة في المجتمع الجزائري تعود الى ضغط بعض الاسلاميين المتشددين، خلال موجة العنف التي اجتاحت البلاد في التسعينات. وقد اصبح ارتداء الحجاب بالنسبة للعديد من النساء يمثل نمطا اجتماعيا رائجا اكثر منه التزاما دينيا، كما سجل المجتمع الجزائري منذ التسعينات ظاهرة لم تكن معروفة فيه من قبل، وهي ارتداء النقاب اي اللباس الاسود الذي يستر كل جسم المرأة وشعرها وكفيها فلا يبدو منها سوى العينين. واضافة الى القيمة التقليدية للباس الحايك، يشير عبد القادر عاشور رئيس جمعية "الحضرية" التي تعني بالتراث، الى القيمة "الثورية" لهذا اللباس. ويقول في هذا الصدد: "كانت المرأة الجزائرية تحمل القنابل والرشاشات تحت هذا اللباس، وهي من كان ينقل هذه الأسلحة لمقاومة الاستعمار الفرنسي" اثناء الثورة الجزائرية".