شهدت المدن التونسية ومنها العاصمة يوم الجمعةمسيرات خرجت لاحياء الذكرى ال 59 لاستقلال تونس وللتنديد بالعملية الارهابية التيوقعت أول أمس الاربعاء واستهدفت متحف "باردو" بالعاصمة ورفض الارهاب. وشارك في هذه المسيرات اعداد كبيرة من التونسييين والأحزاب السياسية والناشطينفي منظمات وجمعيات المجتمع المدني. -- مسيرات وشعارات منادية بالوحدة الوطنية لمقاومة الإرهاب-- الشارع " الحبيب بورقية " في تونس العاصمة اليوم على وقع مسيرة دعا المشاركونفيها إلى "وقوف جميع التونسيين صفا واحدا لمحاربة الإرهاب والانخراط في النضالالوطني لاجتثاث هذه الآفة". ورفع المشاركون في هذه المسيرة التي نظمت تحت شعار"التحدي" بمناسبة الذكرىال 59 لاستقلال تونس التي تصادف يوم 20 مارس من كل عام وغالبيتهم من الشباب والأطفالشعارات تندد بالإرهاب وتدعو الشعب التونسي إلى "التشبث بالأمل في تحسين وضع البلادوالالتفاف حول قوات الأمن والجيش وعدم الخوف من كل من يريد المس من وحدة تونس واستقرارها". وتأتي هذه المسيرة بعد يومين من الهجوم المسلح الذي استهدف متحف باردوفي ضواحي غربي تونس العاصمة وأسفر عن مقتل 23 وإصابة 47 آخرين غالبيتهم من السياحالأجانب. يشار إلى أن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة شهد منذ الصباح انتشارا مكثفاللوحدات الأمنية من مختلف التشكيلات إلى جانب حضور ملحوظ لممثلي وسائل الإعلامالمحلية والأجنبية. كما نظمت مسيرة بولاية قفصة دعا اليها الاتحادان الجهويان للشغل وللصناعةوالتجارة وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان حيث رفع خلالها المتظاهرونالاعلام الوطنية واللافتات المعبرة عن ادانة الارهاب والتضامن مع عائلات ضحاياعملية باردو الارهابية. كما ردد المشاركون فى المسيرة التى جابت أهم شوارع المدينة شعارات مناديةبالوحدة الوطنية لمقاومة الارهاب. ولايات تطاوين ، توزر ، قبلي ايضا عاشت اليوم على وقع تحركات للتنديدبالارهاب والتعبير عن رفض مختلف اطياف المجتمع لهذه الظاهرة والقاء كلمات خلالهاتدين الارهاب وتدعو الى "وحدة الصف فى محاربة هذه الافة". وكان قد نظم امس الخميس بمدينة صفاقس مسيرة منددة بالارهاب دعا اليها الاتحادالجهوى للشغل بالمدينة وشارك فيها ممثلون عن الرباعي الراعي للحوار الوطنى ومختلفمكونات النسيج السياسي والجمعياتي وكذلك المواطنين كما ذكرت وكالة تونس افريقياللانباء "وات". من جانب اخر أصدرت جمعيات تونسية ناشطة داخل البلاد وخارجها من بينهاجمعية الحقوق الاساسية والحريات العامة وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنميةبيانا مشتركا اليوم الجمعة على خلفية الهجوم الارهابي على متحف باردو عبرت فيهعن "رفضها الخضوع لايقاع الخوف " واكدت أن الالتزام بأولوية احترام حقوقالانسان ودولة القانون مهما كانت الظروف هو شرط من شروط النجاح فى المعركة ضدالارهاب. --- دعوات رسمية للوقوف صفا واحدا ا لمحاربة الارهاب--- دعا الرئيس التونسي باجي قائد السبسي اليوم إلى الوحدة الوطنيةمن أجل كسب الرهانات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وضمان عدم تكرر العملياتالإرهابية. وأكد الرئيس قائد السبسي في كلمة ألقاها بقصر قرطاج بمناسبة الاحتفالبالذكرى 59 لعيد الاستقلال أن تاريخ تونس "يعلمنا أنه كلما توحد الشعب التونسيحول أولوياته إلا وانتصر" مذكرا بالعديد من المحطات المضيئة في تاريخ البلادالتي تؤكد اقتران الوحدة بالانتصار. وبعد أن أبرز أن تونس تواجه اليوم تحديات كبرى في مقدمتها التحديات الأمنيةالتي "لا يمكن للبلاد أن تجابهها بمفردها" أعرب الرئيس قائد السبسي عن ارتياحهلما عبرت عنه العديد من الدول الشقيقة والصديقة من استعداد لدعم المجهود الوطنيفي هذا الاتجاه. تجدر الاشارة الى ان العديد من الدول والمنظمات الدولية اعرببت عن ادانتهاالشديدة للعملية الارهابية ضد متحف باردو واكدت وقوفها لجانب تونس في حربها ضدالارهاب. وفي هذا الاطار وصف الاتحاد الإفريقي في بيان امس الخميس هذا الهجوم ب"العملالمشين والجبان" معبرا عن تضامنه الكامل مع تونس في هذه الظروف المأساوية و"دعمهالكامل" للجهود المبذولة من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف. وطالب الاتحاد الافريقي "الشعب والقادة التونسيين بالحفاظ على سعيهم لتدعيمالديمقراطية وتشجيع التسامح". كما ادان الهجوم اتحاد المغرب العربي ودعا في بيان له امس حكومات وشعوبدول اتحاد المغرب العربي الى مزيد التنسيق ودعم العمل المشترك فى جميع المجالات من أجل مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة. وعبر الاتحاد عن رفضه المطلق لهذه الاعتداءات الاجرامية الغادرة والاثمةوللارهاب بجميع أشكاله ومظاهره تحت أى ذريعة كانت معتبرا أنه يتعارض مع المباديءالسمحاء لكل الشرائع السماوية والوضعية ويتناقض مع أبسط حقوق الانسان. من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي أجراهأمس الخميس مع الرئيس التونسي دعم الولاياتالمتحدةلتونس غداة الاعتداءالدامي الذي استهدف متحفا في تونس العاصمة وأشاد ب"قوة ووحدة الشعب" التونسيفي مواجهة الإرهاب. وأوضح البيت الأبيض في بيان أن الرئيس أوباما جدد التأكيد خلال مكالمةهاتفية مع السبسي على "التعاون الصلب في مجال مكافحة الإرهاب وفي المسائل الأمنيةعموما" مع الحكومة التونسية. كما أدان كل الاتحاد البرلماني العربي و المنظمة الإسلامية للتربية والعلوموالثقافة (الإيسيسكو) امس "الهجوم الإرهابي". إلى ذلك وافق زعماء الاتحاد الاوروبى اليوم الجمعة على زيادة التعاونالامنى مع تونس كما تعهدوا بتقديم مزيد من المساعدات الاقتصادية لتونس. وأدان الزعماء الاوروبيون فى البيان الختامى الصادر عن قمة الاتحاد الاوروبىفى بروكسل الهجوم الذى شهدته تونس واكدوا ان الاتحاد والدول الاعضاء ستكثف التعاونمع تونس للتصدى الى هذا التهديد الارهابي المشترك.