تعرف حديقة التجارب بالحامة بالجزائر العاصمة خلال العطلة المدرسية الربيعية الجارية إقبالا كبيرا للزوار الذي يقصدونها من كافة الولايات ,و كثير منهم يزورها لأول مرة و يفكر مسبقا و دون تردد بالعودة إليها عندما تسنح له الفرصة . و يتجسد هذا الإقبال في صورة الضغط الكبير الذي تشهده شبابيك بيع تذاكر الدخول و التي يتجمع أمامها عشرات الزوار في وقت واحد ,و الكل راغب في اقتناء تذكرة الدخول إلى هذا الفضاء الطبيعي الذي يعد وجهة أساسية لكل زوار العاصمة و فسحة الراحة المفضلة للكثير من قاطنيها. وإغتنم بعض الشباب فرصة إنتظار زوار الحديقة لدورهم أمام شبابيك بيع تذاكر الدخول لعرض و بيع لعب للأطفال و بالونات بألوان و أحجام مختلفة جعلت أبواب المكان سواء عند مدخل شارع محمد بلوزداد او مدخل شارع حسيبة بن بوعلي تتزين بمناظر البهجة و الفرحة التي يصنعها الصغار وهم يعانقون مقتنياتهم التي غالبا لا تكون في حسبان الاولياء. وبين ممرات الحديقة الفرنسية و الانجليزية و مسالك باقي هذا الفضاء يتجول الزوار الذين يشكلون مختلف شرائح المجتمع متقاسمين سلوكا واحدا و هو التقاط اكبر قدر من الصور من زوايا مختلفة , و الهواتف الذكية و اللوحات الرقمية تستغل جيدا لتحقيق هذه الغاية. وفي هذا الخصوص قال محمد و هو شاب في العشرينات من العمر قدم الى الحديقة في زيارة منظمة من قبل جمعية محلية من ولاية بجاية انه اعجب بحديقة التجارب و سيعود اليها في اقرب فرصة مضيفا انه قبل قدومه اليها اطلع على صورها عبر الموقع الالكتروني الخاص بها الا انها افضل بكثير في الواقع --حسبه-- من صورها الافتراضية. و كغيره لم يتوقف محمد عن البحث عن افضل الاماكن لالتقاط صور للذكرى سيضيفها --كما قال -- الى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لمشاركتها مع اصدقائه. وتحبذ العائلات التي تنقلت إلى حديقة التجارب التجوال في أرجائها مع اقتناص مقاعد للراحة من حين لآخر كون الموجودة منها تبقى "غير كافية "حسب السيد ربيع الذي رافق اسرته من ولاية تيبازة في ثاني زيارة للمكان خلال العطلة الربيعية . و أوضح أن سعة الحديقة تتطلب استحداث مقاعد إضافية للزوار من أجل الراحة , فهناك كبار السن الذين لا يحتملون المشي كثيرا و هناك أيضا من يفضل الجلوس للإستمتاع بالمناظر و حتى قراءة كتاب في هدوء و ليس مجرد المشي بين الممرات أو البحث عن أماكن لالتقاط الصور. و قد يجهل كثيرون ان الحديقة الانجليزية التي تجذبهم اشجارها الباسقة لالتقاط الصور هي نفسها التي مر بها مطلع القرن الماضي ممثل دور "طرزان الرجل القرد" الفيلم الشهير , حيث صورت العديد من مشاهد هذا الفيلم العالمي بحديقة التجارب بالحامة. وإعتبرت السيدة لعلامي زينب التي قدمت في زيارة منظمة أيضا من قبل جمعية محلية لصالح اليتامى من بلدية تلاغ بولاية سيدي بلعباس أن المكان يشكل فسحة للصغار لن ينسوها قبل فترة طويلة مشيرة أنها أول زيارة لهم للعاصمة و للعديد من أعضاء الجمعية المتطوعين. كما يتجسد الإقبال الكبير على هذا الفضاء في الاكتظاظ الحاصل أمام مدخل حديقة الحيوانات التي تستقطب بدورها أعدادا كبيرة من العائلات , إذ لا يكاد الزائر أن يجد له مكانا أمام الاقفاص بالنظر الى التدافع الكبير من قبل قاصدي الحديقة ما يضطر الأولياء الى حمل ابنائهم على الأكتاف لتمكينهم من رؤية مختلف أنواع الحيوانات. وساهم تحسن الأحوال الجوية خلال الأسبوع الثاني من العطلة الربيعية في تحفيز العائلات و الأولياء على إرتياد الحديقة و كذا مختلف الجمعيات من جميع أنحاء الوطن في تنظيم رحلات الى المكان ما يفسر طوابير الحافلات التي تركن امام ابواب الحديقة. و قال مدير الحديقة السيد بوراين مصطفى في تصريح لواج انه و تحسبا لاقبال الزوار على الحديقة خلال هذه الفترة تم تجنيد كل العمال و الموظفين من أجل تحسين ظروف إستقبال الزوار , مع تكثيف عمل دوريات المراقبة و الأمن بجميع أرجاء الحديقة حفاظا على سلامة الجميع. و ذكر السيد بوراين بضرورة إحترام القانون الداخلي للحديقة من قبل قاصديها من أجل الحفاظ عليها . وأعاب بعض السلوكيات لعدد من الزوار خاصة الشباب منهم و التي من شأنها ان تنعكس سلبا على الحديقة كتسلق أشجارها او تدوين الأسماء و التواريخ على جذوعها والمشي على المساحات الخضراء و المزروعة و إقتطاف الأزهار الى جانب إطعام الحيوانات بمختلف أنواع المأكولات. وفي هذا الخصوص قالت المكلفة بالإعلام على مستوى الحديقة الآنسة جبالي سناء أن أبواب الحديقة تفتح من العاشرة صباحا إلى الخامسة مساءا و كل الزائرين مطالبون بالإطلاع و إحترام القانون الداخلي المعتمد بالمكان من أجل المساهمة في الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي الذي يعد متنفس العاصمة . وكشفت أن الحديقة استقطبت خلال الاسبوع الاول من العطلة الربيعية و بالرغم من تقلب الاحوال الجوية اكثرمن 26.000 شخص من بينهم ازيد من 15.000 شخص زاروا حديقة الحيوانات الملحقة بها. فيما عرف الأيام الفارطة --كما قالت-- تضاعف هذا الرقم ليصل إلى قرابة 38.000 زائر للحديقة و نحو 21.000 لحديقة الحيوانات. و كانت الحديقة قد إستقطبت خلال سنة 2014 قرابة 1,3 مليون شخص --حسب المصدر-- من بينهم أزيد من 800.000 للحديقة و أزيد من 400.000 لحديقة الحيوانات. وأشارت أن هناك جهودا تبذل على مستوى الحديقة من أجل توفير شروط الراحة لقاصديها الذين يبقون مدعوين أيضا للإطلاع على مختلف اللوحات التعريفية الخاصة بالثروة الحيوانية و النباتية و الغابية التي تضمها بغية تطوير وتعميق ثقافتهم البيئية. يذكر أن حديقة التجارب للحامة التي أسست سنة 1832 تتربع على مساحة 32 هكتارا و تضم انواعا نباتية مختلفة و قد تمت إعادة فتحها للزوار سنة 2009 بعد أشغال إعادة تهيئة و تحديث كلي لهياكلها و التي إستمرت مدة خمس سنوات.