تعد السينما "وسيلة ممتازة" لتوطيد العلاقات الثقافية بين الجزائر وإسبانيا حسبما أبرزته يوم الثلاثاء بوهران السينمائية الإسبانية بيلار مونسال بمناسبة العرض الأول لفيلمها الوثائقي الطويل "إفريقيا 815". وأوضحت المخرجة في تصريح ل/وأج على هامش عرض فيلمها في المعهد الثقافي سرفانتيس لوهران أن "الفن السابع يمكنه أن يساهم في التقارب بين شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط عموما وبين الجزائر وإسبانيا خصوصا". ويعتبر "إفريقيا 815" الفيلم الوثائقي الطويل الأول لبيلار مونسال و الذي فازت به منذ انتاجه في أكتوبر 2014 بجائزتين فضلا عن عدة ترشيحات في مهرجانات سينمائية ببلدان أوروبية مختلفة. وقد استوحت هذا العمل من والدها الذي كان يروي لها ذكرياته لفترة خدمته العسكرية في الصحراء الغربية في 1964 في حقبة الاستعمار الإسباني. وقد استغرق إنجاز "إفريقيا 815" ثلاث سنوات من العمل الذي اعتمد على وثائق والدها منها مذكراته وصوره وبطاقته العسكرية التي تحمل رقم "815" المذكورة في العنوان. "بتقديمه لي مذكراته أيقظ والدي في نفسي الرغبة في معرفة المزيد عن إفريقيا وأثار شغفي للمواضيع التاريخية والإنسانية" كما قالت المخرجة. ويندرج عرض الفيلم في إطار مهرجان للسينما الإسبانية المنظم من طرف معهد سرفانتيس بمشاركة خافيير تولينتينو الناقد السينمائي بالإذاعة الثالثة للإذاعة الوطنية الإسبانية. وتم تسليط الضوء على الروابط الثقافية والتاريخية بين الجزائر وإسبانيا خلال المناقشات التي تلت العرض ونشطت وبثت على أمواج الإذاعة الوطنية الاسبانية مع مساهمة جامعيين جزائريين أمثال عبد الحق الكبير مؤسس ومدير الفرع الأول لمعهد سرفانتيس لوهران. وأشار المدير الحالي لهذه المؤسسة غونزالو مانغلانو دي غاراي بأن هذا المهرجان يتيح تنشيط قريبا ورشات تكوينية لفائدة هواة السينما بوهران.وأعلن أيضا أنه تقرر عرض قبل نهاية هذا العام بوهران كوميديا مسرحية بعنوان "الشجاع الإسباني المقتبسة من العمل الذي يحمل نفس الاسم للكاتب الشهير ميغال دي سرفانتيس." وتروي هذه المسرحية التي كتبها مؤلف "دون كيشوت" في 1593 معركة تحرير موقع مرسى الكبير (وهران) التي قادتها سنة 1563 القوات الجزائرية-العثمانية ضد المستعمر الإسباني الذي استقر به لعدة عقود.