تعود أسباب الأزمات التي تعرفها بلدان الشرق الأوسطالى نظام الحكم الاستبدادي الذي دفع بالشعوب إلى الثورة، حسبما أكده اليوم الاثنينبالجزائر العاصمة الأستاذ الأمريكي ويليام ب.كاند المختص في مسائل الشرق الأوسط. و أوضح السيد كاند خلال لقاء مع الصحافة أن المشاكل التي تواجهها حاليابلدان في الشرق الأوسط ناجمة خاصة عن "النظام الاستبدادي الذي دفع بشعوب تلك البلدانإلى الثورة" من اجل تغيير طبيعة النظام. وأشار في هذا الخصوص إلى كل من تونس و مصر اللتين كانتا مسرحا لثوراتشعبية سنتي 2010 و 2011 التي أدت إلى تنحية رئيسين في تلك الحقبة. وأضاف ذات الخبير أن "فترة ما قبل الثورات قد تميزت بأنظمة هيمنت علىالسلطة مما أعطى الانطباع للشعب بان السلطات الحاكمة في البلاد لا تخدم إلا مصالحهاالخاصة". كما أكد أن تلك الوضعية قد أدت بالشباب إلى الثورة باستعمال الشبكات الاجتماعيةكوسيلة لتبادل المعلومات التي أصبحت حيوية في عصر التكنولوجيات الحديثة. وتابع قوله أن "تلك الانتفاضات كانت تتميز بأنها حركات أفقية وليست عموديةمع غياب للقيادة إلا أنها تمتلك عدة مراكز للتعبئة بهدف تغيير النظام". وأضاف انه رغم تلك الاضطرابات الاجتماعية "إلا أن الدولة لم تنهار و بقيتالمؤسسات قائمة مثل ما حدث في تونس و مصر و ذلك بفضل نظام الدولة الذي ساهم فيتجنيب تلك الدولتين الوقوع في الفوضى". في هذا الصدد، أشار السيد كاند إلى الأزمة الليبية حيث وقع هذا البلد فيأتون الفوضى "سيما بسبب غياب نظام دولة يضمن استمرارية مؤسسات البلاد". كما أبرز ذات المحاضر أن "نظام الدولة يلعب دورا جوهريا في استقرار البلدلتجنب الفوضى". وعن سؤال حول صورة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط اعتبر السيد كاندالذي ترأس قسم الدراسات السياسية بجامعة فرجينيا (1994-2013) أن "الشعوب العربيةلا زالت تحتفظ بصورة سلبية عن الأمريكيين". وخلص في الأخير إلى القول "بان المسالة الفلسطينية و الأزمة العراقيةقد أضرتا كثيرا بصورة الولاياتالمتحدة التي و من خلال تدخلها العسكري قد تركتفراغا في العراق" مما ساهم -حسب قوله- في ظهور الجماعات الإرهابية على غرار تنظيم"الدولة الإسلامية" (داعش).