أصبحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تفضل خيار الحلول السياسية و الدبلوماسية لتسوية النزاعات و الأزمات سيما في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من عدم الاستقرار و تشهد تحولات كبيرة حسبما أكده اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة الأستاذ الأمريكي ويليام ب.كاند المختص في مسائل الشرق الأوسط. و أوضح الأستاذ الشرفي و.ب كاند خلال محاضرة متبوعة بنقاش بجامعة الجزائر تحت عنوان "تحديات اوباما في الشرق الأوسط" أن "الرئيس اوباما مع حل سياسي للنزاعات و الأزمات في سياسته الخارجية سيما في الشرق الأوسط عكس سابقه جورج و. بوش الذي فضل التدخلات العسكرية". و أضاف العضو الأسبق في مجلس الأمن الأمريكي (1972-1974 و 1977-1979) أن "إدارة اوباما قد أظهرت التزامها بهذا الخيار من خلال فتح عدة جبهات للحوار سيما مع إيران و سوريا". و تابع الخبير الأمريكي قائلا أن "الوضع في سوريا في غاية التعقيد" حيث خلف النزاع أكثر من 220000 قتيل و ملايين المرحلين. كما ابرز السيد كاند الذي ترأس قسم الدراسات السياسية بجامعة فرجينيا (1994-2013) انه "لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن إستراتيجية أمريكية في سوريا لان تعقد الوضع في هذا البلد سيما مع بروز غير المتوقع للجماعة الإرهابية +الدولة الإسلامية+ (داعش) يجعل من اتخاذ القرار أكثر صعوبة". و كان كاتب الدولة الأمريكي قد صرح خلال الشهر الفارط أن الرئيس السوري بشار الأسد يعد جزء من الحل و أن الولاياتالمتحدة كانت دوما تؤيد مفاوضات في إطار مسار (السلام) جنيف 1. للتذكير أن الولاياتالمتحدة تقود تحالفا عسكريا دوليا ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق و سوريا. و بخصوص المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أكد السيد كاند أن "القطيعة مع إيران كانت سلبية منعت الأمريكيين و بلدان المنطقة من الاستفادة من الثقل السياسي و الاقتصادي و الاستراتيجي لإيران". كما أشار إلى أن "المفاوضات حول النووي الإيراني يعد نجاحا للسياسة الخارجية الأمريكية و أن التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة يعد ممكنا". و اعتبر في ذات السياق أن "معارضة النواب الجمهوريين أصحاب الأغلبية في الكونغرس لا يمكن أن يعيق التوصل إلى اتفاق محتمل حول النووي الإيراني". أما بخصوص مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني المتوقف منذ سنة أعرب المختص في شؤون الشرق الأوسط عن تشاؤمه بخصوص التوصل إلى اتفاق بين الجانبين محملا "كامل المسؤولية لليكود (الحزب الحاكم في إسرائيل) الذي يرفض حل الدولتين". كما اقر السيد كاند بان إدارة اوباما "قد اقترفت عديد الأخطاء" في سياستها الشرق الأوسطية سيما مع التدخل العسكري في ليبيا و "التغاضي عن كثير من المسائل...". و خلص في الأخير إلى القول بأنه "رغم كل تلك الأخطاء إلا أن سياسة اوباما قد سجلت أيضا عديد النجاحات".