مدينة عدنجنوب اليمن التي كانت في وقت سابق ملجأ ومقرا للحكومة اليمنية قبل سيطرة الحوثيين عليها تعود اليوم إلى واجهة تطورات الأزمة في هذا البلد اثر تمكن المقاومة الشعبية وقوات التحالف من استعادتها ضمن خطة تهدف إلى تحرير مدن أخرى من قبضة الحوثيين. نقطة تحول إذا تعرفها الأزمة اليمنية المندلعة منذ مارس الماضي اثر استعادة عدن في اطار خطة متكاملة وضمن عملية ما اطلق عليها اسم "السهم الذهبي" التي بدأت أول أمس الثلاثاء ونفذها التحالف والمقاومة الشعبية. وعلى اثر هذا التطور وتحرير المدينةالجنوبية الكبيرة ترددت أنباء بقرب عودة الرئيس منصور هادي إلى عدن واعتزامه اتخاذها مقرا للحكومة الموجودة حاليا في العاصمة السعودية الرياض والانطلاق منها للسيطرة على باقي المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح. عملية "السهم الذهبي" التي قيل انها جاءت في المقام الأول ردا على إفشال الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح للهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة والتي كانت يفترض أن تبدأ الجمعة لتمكين المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات انطلقت الثلاثاء الماضي لتحرير المدنية وستكون انطلاقة لتحرير مدن أخرى من سيطرة الحوثيين. فقد تم تحميل الميليشيات الحوثية المسؤولية المباشرة عن تداعيات الأوضاع المأساوية باليمن وأنهم لم يتركوا خيارا للحكومة الشرعية وجيشها والمقاومة الشعبية بسبب عدم التزامهم بالهدنة. لذلك فإن عملية السهم الذهبي جاءت ردا بليغا على ممارسات الحوثيين. عودة إلى عدن "لترتيب الأوضاع الأمنية" على اثر التطور الذي عرفته الأزمة اليمنية بتحرير عدن ترددت أنباء عن عودة قريبة للرئيس منصور هادي إلى المدينة بينما شرع أعضاء من الحكومة في المنفى في الانتقال اليها. فبعد يومين من نجاح المقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف العربي في تحرير مطار عدن من ميليشيات الحوثيين وصلت في وقت سابق اليوم إلى مطار عدن الدولي اول طائرة مدنية منذ نهاية مارس قادمة من الرياض تقل عددا من المسؤولين الحكوميين اليمنيين من بينهم وزيرا الداخلية والنقل ووزير الداخلية السابق ورئيس المخابرات ونائب رئيس مجلس النواب. وحسب مسؤول يمني فان الرئيس عبد ربه منصور هادي كلف هذه المجموعة بالعودة إلى عدن للعمل على ترتيب الأوضاع الأمنية وضمان الاستقرار قبل استئناف عمل مؤسسات الدولة في عدن. والوزراء المعنيين بالعودة هم الذين لهم علاقة بالخدمات الطارئة للمواطنين منها الصحة والكهرباء والنقل والداخلية والخطيط والتعاون الدولي. وزير النقل اليمني يكشف عن خطة الحكومة والتحالف لانقاذ اليمن الخطة المتكاملة التي تم إعدادها بين الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بهدف السعي لتحرير عدن ستليها أبين وشبوة ومأرب وتعز والبيضاء ثم التوجه شمالا للتمكن من تحرير باقي المدن اليمنية حسب ما كشف عنه وزير النقل اليمني المهندس بدر باسلمة. وعن حماية عدن من أي محاولة أخرى للسيطرة عليها من قبل الميليشيات الحوثية، أكد السيد باسلمة وجود طوق أمني لحماية ومنع أي تدخل واختراق لها مشيدا بالدور الذي وصفه بالهام الذي تقوم به المقاومة الشعبية داخل المدينة لحمايتها وحماية ممتلكات الدولة. واوضح وزير النقل باسلمة أن وزارته ستنتقل إلى عدن بهدف تأمين الموانئ والمطارات واستكمال السفن والطائرات عملها الطبيعي والإغاثي. وبين باسلمة أن الحكومة ستبدأ في اليومين المقبلين تنفيذ خطة عمل شاملة لعدن، لحل المشكلات التي عانى منها الشعب خلال الاجتياح الحوثي للمدن و بالموازاة مع هذا اكدت مصادر سياسية وميدانية يمنية أن ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح "باتت تعاني من حالة انهيار كبيرفي صفوفها وذلك بعد النتائج الميدانية المبهرة التي حققتها القوات العسكرية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، في غضون الساعات الثماني والأربعين الماضية. كما كشفت مصادر مطلعة يمنية عن خلافات واسعة وانشقاقات كبيرة في تحالف علي عبدالله صالح والحوثي وقالت أن "جماعة الحوثي تضع الكثير من قيادات حزب المؤتمر تحت الإقامة الجبرية". الأزمة اليمنية التي ولدها صراع على السلطة كانت بنتائج سلبية للغاية على البلد وشعبه الذي لا زال يعاني من أزمة انسانية بعد ان قتل 3200 من ابنائه نصفهم مدنيون في الغارات الجوية والمعارك في الأشهر الماضية و نزوح مليون عن مناطقهم بينما 80 في المئة من اليمنيين وعددهم 25 مليونا في حاجة اليوم إلى مساعدات إنسانية.