لقي "أتفاق ميونيخ" الذي توصلت إليه الأطراف الدولية المشاركة في اجتماع مجموعة الدعم لسوريا أمس الخميس، ترحيبا دوليا "حذرا" ودعوات إلى الإسراع في تجسيد "الانجازات الثلاثة الكبرى" التي تضمنها الاتفاق بما يضع حدا للوضع الإنساني المقلق الذي تشهده العديد من المناطق السورية. وبعد خمس ساعات من المفاوضات المكثفة لبحث الوضع الأمني و الإنساني في سوريا، اتفقت الدول المشاركة في اجتماع"مجموعة الدعم الدولية لسوريا" التي عقدت في مدينة "ميونخ" أمس الخميس الألمانية على ثلاث نقاط أهمها خطة لوقف الإطلاق النار خلال أسبوع و كذا تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب. وتضمن إتفاق ميونخ وقفا للأعمال العدائية عبر سوريا - بناء على مقترح روسي - سيتم تنفيذه إبتداء من الأسبوع المقبل على أن تقام مجموعة عمل بقيادة الولاياتالمتحدةوروسيا للتعامل مع التفاصيل المتعلقة بالاتفاق فى التقليل من العنف ووقف اطلاق النار مستقبلا فى سوريا. كما وافقت كل الأطراف على فتح قنوات لتقديم مساعدات انسانية إلى المحتاجين اليها فى سوريا خلال هذا الأسبوع و كذا تم التوافق على أن يتم العمل على بدء محادثات السلام السورية من جديد فى جنيف ب"أسرع ما يمكن". وينتظر ان ينعقد اليوم بمدينة ميونخ الألمانية إجتماع آخر لمناقشة تطبيق الشق الإنساني من الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس في ميونيخ. ردود فعل دولية "حذر" حيال إتفاق ميونخ حول سوريا وفي ردود الفعل بشأن هذا الإتفاق رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم الجمعة، بالإتفاق إلا أنه إعتبر أنه "لا يمكن الحكم على نجاح الاتفاق إلا خلال الأيام القادمة"، مضيفا "سيكون بمقدورنا فقط رؤية ما إذا كانت هناك انفراجة خلال الأيام القليلة المقبلة." من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أنه "إذا نفذ بالكامل وبشكل مناسب، فإن هذا (الاتفاق) سيكون خطوة مهمة نحو تخفيف حدة القتل والمعاناة في سوريا" إلا أنه إعتبر أن "وقف العمليات القتالية في سوريا لن ينجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية". إلا أن روسيا، التي إقترحت وقف إطلاق النار خلال الإجتماع ، قالت عل لسان وزير خارجيتها، سيرغى لافروف، أنها لن توقف الهجمات الجوية في سوريا، مشيرة إلى أن وقف العمليات العسكرية لا يطبق على تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين. وبدورها دعت الصين على لسان وزير خارجيتها، وانغ يى، كل الأطراف إلى بذل جهود لتنفيذ الاتفاق الأخير حول سوريا. وأكد الدبلوماسي الصيني أن اجتماع وزراء الخارجية الرابع لمجموعة الدعم لسوريا "قد حقق تقدما ايجابيا هادفا"وان "الصين سرت بشدة لرؤية هذه النتائج " موضحا أن هذا التقدم الذى أحرز خلال إجتماع أمس "تحقق بصعوبة" و أنه "نتاج لتوازن دقيق للمصالح". وفي سياق ذي صلة، قال المتحدث باسم المعارضة السورية التي شاركت في محادثات جنيف الأخيرة، سالم المسلط، إن المعارضة ترحب بالخطة التي اتفقت عليها القوى الكبرى أمس و أنه "يجب رؤية تأثير للاتفاق على أرض الواقع قبل انضمام المعارضة إلى المحادثات السياسية" مع ممثلي الحكومة السورية في جنيف السويسرية. وأضاف أنه إذا رأت المعارضة أفعالا وتطبيقا لما تم التوصل إليه، فسوف تنضم سريعا إلى المحادثات في جنيف و هي المحادثات التي شددت القوى الدولية خلال إجتماعها أمس على ضرورة بعثها في أسراع وقت ممكن. الأولوية في المساعدات للمناطق المحاصرة و مفاوضات جديدة خلال أسبوع وحول تفاصيل تطبيق هذا الإتفاق، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن إيصال المساعدات سيبدأ هذا الأسبوع أولا إلى المناطق الأكثر احتياجا، ثم إلى باقي المناطق المحاصرة، لاسيما تلك التي يصعب الوصول إليها، مشيرا إلى أن هذه المساعدات ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور شرق البلاد. وستكون الأولوية أيضا لإيصال المساعدة الإنسانية إلى بلدتي "الفوعة وكفريا"، والمناطق المحاصرة في ريف دمشق ومنها مضايا والمعضمية وكفر باتنة. وأضاف كيري أن "وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كافة أنحاء البلاد"، مشيرا - في ذات السياق - إلى أن المفاوضات بين الحكومة السورية و المعارضة ستستأنف في أسرع وقت ممكن، لكنه أعرب هو الآخر عن حذره قائلا أن "ما لدينا الآن هو حبر على ورق، ونحتاج لأن نرى في الأيام المقبلة أفعالا على الأرض". وفي وقت سابق من هذا الشهر تم تعليق مفاوضات جنيف التي جرت بوساطة من الأممالمتحدة بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة السورية وذلك على أن تستأنف في 25 فبراير الجاري.