أكد الرئيس التونسي، الباجى قايد السبسى، اليوم الاحد أن نجاح تونس خصوصا أمام التحديات التى تواجهها منذ ثورة 14 جانفى 2011 مرهون ب"تحقيق الوحدة الوطنية". ودعا الرئيس التونسي فى كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال مختلف مكونات الشعب التونسي إلى إتباع نهج أبطال تونس الذين بنوا الدولة العصرية بعد الاستقلال بفضل "وحدتهم الوطنية" مبرزا أن هذه الوحدة "لم تتوفر" فى تونس ما بعد الثورة والى حد الساعة. وأوضح السيد السبسي أن سر نجاح تونس يكمن فى "الوطنية وتوفر روح التضامن والتآزر" بين مختلف مكونات الشعب للتغلب على العراقيل والأزمات التي ما فتئت تعرفها البلاد مشددا على أنه "لا نجاح لاى مرجعية بدون وحدة وطنية". وبعد أن ذكر رئيس الدولة مختلف التحديات الكبرى التى تواجهها تونس ومنها التحدي الأمني ومواجهة الإرهاب الذي أعتبره "لا يزال يتغلل فى البلاد" ثمن النجاحات التى حققها الجيش والامن والحرس والديوانة خلال المعركة الاخيرة ضد الارهاب بمدينة بن قردان (جنوب شرق). وأضاف أن التحدى الثانى الذى تواجهه البلاد هو "اقتصادى بالأساس" موضحا أن وضع تونس الاقتصادى"صعب" بالرغم من مرور 5 سنوات على الثورة، يليه التحدي الاجتماعى الذي قال انه "إزداد بتفاقم البطالة والتهميش ببعض الجهات" اضافة الى التحدي الاخير المتمثل في "تكريس الديمقراطية الحقيقية وتحقيقها وممارستها على أرض الواقع". "فتونس قادرة --كما أكد الرئيس التونسي --على كسب جميع هذه التحديات بالرجوع الى دائرة العمل الفعلى وتحقيق السلم الاجتماعى" بين الحكومة والاتحاد العام التونسى للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وكذا "إرجاع هيبة الدولة بتكريس دولة القانون وإرجاع الدولة العادلة فضلا عن خلق المناخ الملائم لجلب الاستثمار". وفي هذا السياق أوضح أن تونس فى حالة "إستنفارعام" من أجل تحقيق المطلوب والتغلب على التحديات داعيا الذين يعملون عكس ذلك الى "التوقف عن مثل هذه الممارسات التى من شأنها فقط ضرب مصالح تونس وارجاعها الى الوراء". وعلى صعيد آخر قال الرئيس التونسي أن "الاستقلال الفعلي لتونس تحقق بعد سبعة سنوات من إمضاء إتفاقية الاستقلال في 20 مارس 1956" مرجعا ذلك الى "تلاحم القضية التونسية بالقضية الجزائرية في كفاحهما من أجل تحقيق الاستقلال" . وأضاف الرئيس السبسي في كلمته أن "كفاحي تونس والجزائر متلازمان مثل كفاحهما اليوم أمام الارهاب وهو كفاح مشترك".