تشكل الزيارة الرسمية للوزير الأول عبد المالك سلال يومي الأربعاء و الخميس إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي ديميتري مدفيدف مرحلة هامة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر و روسيا اللتين تربطهما شراكة استراتيجية وقعت في 2001. و ستسمح هذه الزيارة للسيد سلال بإجراء "محادثات مع السلطات العليا الروسية قصد بحث وضع العلاقات الثنائية و كذا آفاق تعزيزها" كما ستشكل فرصة للتوقيع على اتفاقات ثنائية للتعاون. و سيعمل الطرفان بهذه المناسبة على "ديمومة تقاليد الحوار و التشاور من خلال تبادل الرؤى حول المسائل الدولية و الإقليمية ذات الإهتمام المشترك". على هامش هذه الزيارة, سيسمح المنتدى الإقتصادي "لمتعاملي البلدين ببحث فرص الأعمال و الشراكة الكفيلة بتعزيز العلاقات التي تربطهما في عدة مجالات". و شهدت العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ 2001 حركية سمحت بتعزيزها أكثر و توثيقها في مختلف ميادين التعاون مثلما يعكسه حجم المبادلات التجارية الثنائية الذي بلغ 885 مليون دولار في 2015 مقابل 530 مليون دولار في 2014 في حين لم يتعد 175 مليون دولار في 2002. و توج اجتماع الدورة الثامنة للجنة التعاون الإقتصادي و التجاري و العلمي و التقني الجزائري الروسي الذي عقد في يوليو 2015 بالتوقيع على محضر يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين. و يشمل المحضر الذي وقع عدة توصيات متعددة القطاعات ترمي إلى تطوير العلاقات الثنائية و تعزيزها. وتميزت هذه الحركية بتبادل الزيارات رفيعة المستوى من الجانبين و على رأسها تلك التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى روسيا سنة 2001 و 2008 و تلك التي قام بها الرئيسان فلاديمير بوتين و ديميتري ميدفيديف على التوالي في 2006 و 2010 فضلا عن الزيارات على المستويين الوزاري و المؤسساتي. وخلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر نهاية فبراير الفارط عبر رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغاي لافروف عن "تمسك" بلده و الجزائر بإعلان هذه الشراكة الاستراتيجية. وأضاف قائلا "حددنا مخططات و مشاريع ملموسة في مجال التعاون التجاري و الاقتصادي و العسكري-التقني و اقترحنا أشكالا ملموسة للتعاون بين الوزارات و أوساط الأعمال لكلا البلدين". وخلال زيارته إلى الجزائر أوضح السيد لافروف أنه تم إيلاء "اهتمام خاص" للتعاون الطاقوي مضيفا أن "هناك علاقات مستديمة بين الشركات الروسية و مؤسسة سوناطراك الجزائرية". و أكد أن "الرئيس بوتفليقة عبر عن اهتمام الحكومة الجزائرية بالتعاون مع روسيا ضمن منتدى البلدان المصدرة للغاز و بإقامة علاقة منتظمة ثنائية حول تطور أسواق المحروقات". و بخصوص وضعية الأزمة التي تشهدها بعض مناطق العالم حيا السيد لافروف الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تسوية الأزمات في ليبيا و مالي و بشكل عام في منطقة الساحل مسجلا بأن التحاليل و المقاربات الجزائرية و الروسية في تسوية هذه المشاكل "متقاربة و متطابقة". تدعو الجزائر و موسكو إلى أن ترتكز تسوية كل أزمة دولية على "معايير القانون الدولي و ميثاق الأممالمتحدة" و "احترام السيادة و الوحدة الترابية لكافة الدول و تفادي أي تأثير على سياستها الداخلية".