جاءت الزيارة التي قام بها وزير خارجية فيدرالية روسيا سيرغاي لافروف، أول أمس، إلى الجزائر، لتعكس إرادة بلاده في تعزيز علاقاتها مع الجزائر على أساس الشراكة الإستراتيجية التي تربط البلدين منذ سنة 2001. وقد أعرب رئيس الدبلوماسية الروسية عقب المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن تمسك بلاده والجزائر بإعلان هذه الشراكة الإستراتيجية. وتابع قوله لقد قمنا بتحديد برامج ومشاريع ملموسة في مجال التعاون التجاري والإقتصادي والعسكري والتقني كما اقترحنا أشكالا ملموسة للتعاون بين الوزارات وأوساط العمل لكلا البلدين . كما أشار لافروف عقب لقائه بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة إلى وجود آفاق جيدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائروروسيا داعيا إلى تكثيف أشغال اللجنة الحكومية المشتركة حول التعاون الثنائي . وتابع يقول أن زيارته تهدف أساسا إلى الاتفاق حول الإجراءات الملموسة الكفيلة بتطبيق إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع في 2001 بين روسياوالجزائر بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى موسكو . كما أضاف لافررف أن بلاده تولي عناية خاصة لتطبيق هذه الشراكة الإستراتيجية سيما خلق الظروف المواتية لهذه الشراكة بالنظر إلى المشاكل التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط اليوم . وقد عرفت العلاقات التاريخية بين الجزائروروسيا منذ 2001 ديناميكية سمحت لهما بأن تتعزز أكثر وتتدعم في مختلف مجالات التعاون. وتميزت هذه الديناميكية خاصة بتبادل الزيارات رفيعة المستوى من كلا الجانبين خاصة الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس بوتفليقة إلى روسيا في سنتي 2001 و2008 وزيارتي الرئيسين فلاديمير بوتين ودميتري ميدفيديف للجزائر على التوالي سنتي 2006 و2010 فضلا عن الزيارات على المستوى الوزاري والمؤسساتي. وقد أعرب البلدان في مناسبات عدة عن إرادتهما في تعزيز علاقاتهما وتعاونهما سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو التجاري والثقافي. أما على المستوى الدولي فقد أكد لافروف أنه يستحسن كثيرا الجهود التي تبذلها الجزائر لتسوية الأزمات في ليبيا ومالي وبشكل عام في منطقة الساحل مؤكدا تطابق التحاليل والمقاربات الجزائرية والروسية فيما يخص تسوية هذه المشاكل . وأشار إلى أن البلدين يتفقان على ضرورة استناد تسوية أي أزمة دولية إلى معايير القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة وكذا احترام السيادة والوحدة الترابية لجميع الدول وتفادي أي تأثير على سياستها الداخلية . وأعرب لافروف عن عرفان بلده تجاه أصدقائنا الجزائريين على الدعم الذي قدموه للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تترأسها روسيا والولايات المتحدة. وأعرب عن قناعته بأن الجزائروروسيا ستنسقان أعمالهما على الساحة الدولية بشكل أوثق . ومن أهم الاتفاقات الموقعة بين الجزائروروسيا هناك إعلان الشراكة الإستراتيجية وبروتوكول حول المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين والاتفاق حول العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية وحول معالجة الديون واتفاق التعاون في ميادين الثقافة والعلوم والتربية والرياضة والسياحة والأرشيف. كما يتعلق الأمر بالاتفاقية حول عدم الازدواج الضريبي بخصوص الضرائب على المداخيل والممتلكات والاتفاق المتعلق بالخدمات الجوية ومذكرة تعاون بين وزارة حالات الطوارئ لفيدرالية روسيا ووزارة الداخلية وبروتوكول تعاون بين غرفتي التجارة والصناعة لكلا البلدين واتفاق إنشاء مجلس أعمال جزائري-روسي.