قال الشاعر اللبناني بول شاوول أن الشعراء الشباب في العالم العربي يعيشون "عصرهم الذهبي" في ظل "تحررهم" من سطوة الرواد والمدارس والنظريات و الأيديولوجيا والمقدسات مثنيا على التجربة "المتحررة" للشعراء المغاربيين ومشيدا ب"العقل المغاربي" الذي تميزه "الفلسفة والفكر". واعتبر بول شاوول -في لقاء شعري فكري بعنوان "دفاتربول شاوول" نظم يوم الثلاثاء بالجزائر في إطار فضاء "موعد مع الشعر"- أن زمن الشعراء الرواد والمدارس والنظريات والمقدسات في الشعر العربي قد "انتهى" وحل محله "التجريب" الشعري عند الشباب وهو"أكثر إبداعا وأبلغ صدقا". وأكد الشاعر اللبناني أن الشباب في البلدان العربية يعيشون اليوم "حرية كبرى" بعيدا عن سطوة الرواد والسلطة السياسية وأن عليهم "الاستفادة إلى أبعد حد" من هذه الحرية مضيفا أنه إذا كان القرن ال20 قرن "طغيان النظرية" فإن القرن ال21 هو قرن "التجريب". واعتبر بول شاوول من جهة أخرى أن دراساته لإبداعات الشعراء الشباب عبر العالم على غرار فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليابان جعلته متأكدا من أن الشعر العالمي اليوم يعيش أيضا "عصره الذهبي" على الرغم من "سيطرة" الرواية على الساحة الأدبية العالمية نتيجة "الدور التجاري السلبي" لوسائل الإعلام. وعرف هذا اللقاء -الذي حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وعدد من الأدباء- تقديم إلقاءات شعرية لبعض من قصائد شاوول التي عرف بها طيلة 40 عاما من الإبداع على غرار"عندما كانت الأرض صلبة" و"منديل عطيل" و"أوراق الغائب" حيث أبدع كثيرا المسرحي طارق بوعرعارة في قراءتها. ويعتبر بول شاوول -وهو من مواليد بيروت في 1944- أحد أبرز الشعراء اللبنانيين الحداثيين إذ في رصيده حوالي الستين ديوانا شعريا كما له أعمال مسرحية ومؤلفات أكاديمية من بينها "علامات من الثقافة المغربية الحديثة" و"كتاب الشعر الفرنسي الحديث" و"مختارات من الشعر العالمي". ويعرف هذا الشاعر اللبناني بأنه أحد أكثر الشعراء العرب المدافعين عن "تحرر القصيدة" و"عدم خضوعها للقيود" ومن أهم دواوينه "أيها الطاعن في الموت" (1974) و"موت نرسيس" (1990) و"أوراق الغائب" (1992) و"كشهر طويل من العشق" (2001).