أثارت التفجيرات التي هزت السعودية أمس والتي كان أبرزها استهداف المسجد النبوي، موجة من الاستنكارات العربية والإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي. لم يكن أحد يتوقع أن يفكر أي شخص باستهداف المسجد الحرام أو المسجد النبوي. على الرغم من العديد من التفجيرات التي استهدفت مساجد بالسعودية وراح ضحيتها العشرات، على موقع تويتر تصدر هاشتاغ داعش_تنتهك_مسجد_رسول_الله، على الرغم من عدم إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن هجمات اليوم حتى كتابة التقرير.
على المستوى الرسمي، أدانت كل من الأردن ومصر والإمارات والبحرين، والجزائر وتركيا وايران وجامعة الدول العربية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التفجيرات الإرهابية التي وقعت، في السعودية، وأسفرت عن مقتل 4 من رجال الأمن.
أدانت الجزائر "بشدة" الهجمات الإرهابية التي ضربت أمس الاثنين مدن بجدةوالمدينةالمنورةوالقطيف بالمملكة العربية السعودية ووصفته ب"العمل الجبان".
وقال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة في تصريح ل"واج" على هامش الاحتفالات بالذكرى ال53 لعيد الاستقلال أن الجزائر التي كانت سباقة في محاربة الإرهاب وقدمت تضحيات كبيرة في هذا المجال لا يمكنها سوى أن تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي لا يتم بصلة إلى عادات مجتمعاتنا وقيم ديننا الحنيف.
وأضاف لعمامرة أن "الإرهاب الأعمى ضرب أمس الاثنين العربية السعودية في الوقت الذي تستعد فيه الجالية المسلمة لتوديع شهر رمضان الفضيل"، وأشار إلى "أن الإرهاب اختار ضرب احد الأماكن المقدسة في الوقت الذي تتجه فيه كل أنظار المسلمين في هذا الشهر الكريم إلى هذه الأماكن لتمجيد قيم ديننا الحنيف الذي يكرم الحياة الإنسانية".
وأكد تضامن الجزائر الكامل مع سلطات المملكة السعودية الشقيقة حكومة وشعبا في مواجهة الإرهاب.
واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني، أن "الذين قاموا بهذه الأعمال وخططوا لها، ودعموها إنما ينفذون توجهاً تآمريًّا، ومخططاً يائساً يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة"، وأعرب الأمين العام في بيان، عن تعازيه لأسر الضحايا ودعائه أن يمن الله على المصابين بالشفاء؛ وعن ثقته في قدرة السلطات السعودية المختصة على ملاحقة الجناة، وتقديمهم للعدالة، والكشف عن انتماءاتهم ومن يقف خلفهم.
من جانبه، قال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أدين التفجيرات الإرهابية في المدينةوالقطيفوجدة والكرادة (ببغداد) وفي كل مكان"، وأضاف أن "الإسلام بريء من هذه الأعمال الإجرامية التي تحصد الأرواح الآمنة وتسفك الدماء الزكية".
من جهتها، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في بيان، الأعمال التي وصفتها ب"الإرهابية الإجرامية، التي تستهدف بيوت الله والآمنين من الناس في العشر الأواخر من شهر رمضان"، وأضافت المنظمة أنها تدعم الإجراءات التي تتخذها السعودية في مواجهة الإرهاب الإجرامي والقضاء عليه.
فيما أدانت الجامعة العربية التفجير ذاته، وبحسب بيان اطلعت عليه الأناضول، أدان أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة ب"أشد العبارات التفجيرات الإرهابية التي وقعت، في السعودية خارج الحرم النبوي الشريف وفي مدينة القطيف"، وقدم الأمين العام للجامعة العربية، خالص تعازيه للملك سلمان بن عبد العزيز ولحكومة وشعب المملكة، وأيضاً إلى عائلات الضحايا الأبرياء.
كما أدان شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في بيان مساء اليوم ما حدث في السعودية، قائلًا إن "الإرهاب خطير كمرض السرطان، ويجب تكامل كل الجهود للقضاء عليه، على أن يكون هناك تعامل أمني حازم وصارم ضد الإرهاب وأفكاره".
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان إنها "تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط قنصلية الولاياتالمتحدة الأميركية بمدينة جدة"، وأكدت الوزارة "وقوف مصر وتضامنها الكامل حكومة وشعباً مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب الآثم الذي يستهدف أمنها واستقرارها، وكذلك كافة ما تتخذه من إجراءات لمواجهة أعمال العنف والإرهاب"، كما أدانت الخارجية المصرية في بيان ثان، تفجيري القطيفوالمدينةالمنورة.
الحكومة الأردنية أدانت هي الأخرى، التفجيرات التي شهدتها السعودية اليوم، وقالت إنَ استهداف أماكن العبادة دليل على ظلاميَة قوى الشَر التي تستهدف الأمَة العربية والإسلاميَة، جاء ذلك خلال بيان رسمي للحكومة الأردنيَة، بثَته الوكالة الرسميَة "بترا"، أدانت خلاله التفجيرين الإرهابيين اللذين تعرضت لهما مدينة القطيف وموقف الطوارئ قرب الحرم النَبوي الشَريف".
كما أعلنت كل من الإمارات والبحرين في بيانين منفصلين عن إدانتهما الشديدة "للهجمات الارهابية " التي وصفتها ب"الخسيسة" والدنيئة" التي طالت جدةوالقطيف ومحيط المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة اليوم.
من جهته أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجمات الإرهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية أمس الاثنين.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ودعا خلاله أردوغان بالرحمة لمن قضوا في الهجمات متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وشهدت السعودية الإثنين عدة تفجيرات، وقع أحدها فجراً، بالقرب من موقف سيارات مستشفى بجوار.