أكد الخبير في شؤون الطاقة شمس الدين شيتور في حوار مع وأج ان على الجزائر اغتنام فرصة احتضانها للاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" للدعوة إلى حوار بناء مع الدول المستهلكة، الذي اعتبره الضمانة الوحيدة لاستقرار السوق. وأوضح السيد شيتور أنه "يتعين على أوبك الخروج من ركودها من اجل الشروع في حوار بناء مع الدول المستهلكة ممثلة في المنظمة الدولية للطاقة. بإمكان الجزائر أن تقوم بهذه المبادرة وهو ما سيكون خطوة جد إيجابية". وسيسمح هذا الحوار ب"ضمان استقرار مستدام في آن واحد لصالح المنتجين والمستهلكين الذين سيتمكنون من الحصول على تموين منتظم مقابل مداخيل منتظمة لدول أوبك"، يضيف الخبير. ولتصحيح اوضاع السوق النفطي، يوصي السيد شيتور بتقليص الإنتاج ب5% أي بحوالي مليوني برميل يوميا مشيرا إلى ان هذا التقليص لن يكون مؤثرا في السوق إلا إذا تم بالتوافق بين الدول المنتجة داخل وخارج منظمة اوبك. وعلى دول اوبك ال14 وكذا روسيا والمكسيك تقليص إجمالي الإنتاج، حسب الخبير، الذي أكد ان "كل خفض ينبغي ان يبنى على حجم إنتاج حقيقي قدره 33 مليون برميل يوميا وكل منتج مطالب بخفض انتاجه ب5% وبعدها يجب التحاور مع المستهلكين لتفادي الاضطرابات وللتفاهم حول سعر متوسط في حدود 60 دولار". غير ان الخبير أقر بوجود عدة اعتبارات جيوسياسية تجعل من هكذا تفاهمات امرا بالغ التعقيد، حتى داخل اوبك نفسها. وبالتالي فإن منتجا كالمملكة السعودية التي تضخ ثلث انتاج المنظمة لا ترغب في فقدان ريادتها لصالح ايران التي تستعيد حصتها في السوق تدريجيا بالرغم من الصعوبات المالية التي تعيشها. وبتحليل الوضعية الحالية للسوق الطاقوي العالمي، فإن عدد الاكتشافات النفطية وكذا الاستثمارات في هذا المجال في تراجع مستمر. وزيادة على ذلك ، فإن فقاعة النفط والغاز الصخري تتأكد والحقول والإنتاج ،لهذا الغاز بالمقابل، في تراجع متسارع. ولاحظ المتحدث أنه، في 2015، مثلت الاستكشافات النفطية 10 في المائة من الكمية المتوسطة المكتشفة سنويا منذ 1960: غير ان الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات تعد في المنطقة الحمراء، فقد خفضت بشكل كبير نشاطاتها. وبالنسبة لهذا الخبير، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي اليوم "حكم" هام في السوق: عندما تكون المخزونات الأمريكية من البترول كبيرة فالأسعار ستكون متدنية والعكس بالعكس، مبينا أنه بين يناير 2015 ويناير 2016 الولاياتالمتحدةالأمريكية أضافت 100 مليون برميل من النفط لمخزوناتها وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الصين. لكن حتى مع هذا الوضع العالمي غير المواتي، الجزائر يمكنها أن تخرج من هذا الوضع دون الاعتماد الكلي على النفط، بالتركيز على الجهود المبدولة في تطوير الطاقات المتجددة وتوفير استهلاك الطاقة، يتابع شيتور. ويرى نفس الخبير أنه "يجب علينا ان نقف بحزم، يمكننا أن نخرج دون الاعتماد كليا على النفط، لا جدوى من من الضغط على آبارنا بعد التجارب المؤسفة السابقة، أفضل بنك لدينا هو باطن الأرض وكل السعرات الحرارية المنتجة ينبغي أن تتحول إلى الطاقات المتجددة". وفي حديثه عن الوقود أوصى الخبير بضرورة إيقاف النزيف عبر الحدود والذي تسبب في خسارة للجزائر تقدر بحوالي 2 مليار دولار في السنة -حسبه. ويتمنى، في حد ذاته، عقد جلسات للطاقة يشارك فيها جامعيون والمجتمع المدني والمؤسسات والوزارات لتحقيق تحول طاقوي نحو التنمية المستدامة المؤدية إلى نموذج طاقوي مقبول من طرف الجميع مع الالتزام بالنتائج.