أضفى القصف الذي طال أمس السبت أكبر مستشفى في مدينة حلب شمال سوريا والذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة مزيدا من الخطورة على الوضع الانساني بالمدينة تعالت في ظله الدعوات بضرورة تحرك الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي من أجل وقف حمام الدم الجاري بالمدينة . فالى جانب الدمار الكبير في المنشآت السكنية والصحية التي لم تسلم من الحرب الدائرة بالمدينة التي تحصى قتلاها وجرحاها كل يوم جراء استمرار الاقتتال بين القوات السورية ومسلحو المعارضة يأتي أيضا خروج العديد من محطات ضخ المياه عن الخدمة ليضفي المزيد من معاناة سكان . تطورات خطيرة بحلب .. نداءات لانقاض ما يمكن انقاضه فمن أجل وضع حد للحرب التي تعيشها حلب السورية العريقة عبر وقف لإطلاق النار يمكن من دخول المساعدات إلى المدينة وببدء جهود الإغاثة التي يحتاجها السكان بشكل عاجل طالبت الجامعة العربية تحرك الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي ووقفة عاجلة من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي بما في ذلك من خلال مجلس الأمن. وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية عن استهجانه إزاء تواصل القصف الجوي على مدينة حلب, وبشكل خاص قصف المستشفيات وتجمعات المدنيين, مؤكدا أن ما يتعرض له نحو ربع مليون سوري محاصرين في شرق المدينة من قصف عشوائي بالطائرات والبراميل المتفجرة وحصار لا إنساني ويرقى إلى مرتبة "جرائم الحرب". واستهدفت الطائرات الحربية بالقصف امس السبت منطقة مستشفى ميداني في حي الصاخور بمدينة حلب وهو أكبر مستشفى في الجزء الذي يسيطر عليه عناصر المعارضة المسلحة في مدينة حلب . وكانت الطائرات الحربية والمروحية والقصف الصاروخي استهدف سابقا محيط 4 مشافي في أحياء حلب الشرقية من بينها منطقة المشفى الذي تعرض للقصف امس مما أسفر عن تضررها بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى. واتهمت وسائل الإعلام السورية المعارضة المسلحة بإطلاق عدة قذائف هاون واسطوانات غاز محملة بالمتفجرات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب مما أسفر عن مقتل 20 مدنيا على الأقل يوم الجمعة الماضية وجرح 60 آخرين. من جانبه أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب السورية وأحياؤها وطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري وتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بالأزمة السورية, والتي لم ينفذ منها أي قرار حتى الآن. أما الكويت فقد طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين وذلك لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب السورية. واشنطن تتراجع عن تهديداتها بوقف تعاونها مع موسكو في الشأن السوري بعد التهديد الذي اصدرته الادارة الامريكية مؤخرا بوقف تعاونها مع موسكو في الشأن السوري تلقى أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي, جون كيري, تناولا خلاله الوضع في هذا البلد . وجاء في بيان للخارجية الروسية أن "لافروف وكيري بحثا فرص الوصول لتسوية في مدينة حلب السورية, حيث تواصل الجماعات المسلحة غير القانونية الاقتتال, رغم اتفاقيات وقف إطلاق النار المبرمة بين روسياوالولاياتالمتحدة ". كما صرح وزير الخارجية الروسي مؤخرا بأن الاتصالات بينه وبين نظيره الأمريكي تجري بشكل شبه يومي, لإيجاد حل للأزمة السورية, وبحث سير تطبيق الاتفاقيات بين البلدين حول سوريا. وشهدت العلاقات الأمريكية الروسية توترات بشأن سوريا, منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار شهر اغسطس الماضي, مما أدى بكل طرف إلى إلقاء اللوم على الآخر. يشار إلى أن الوضع في مدينة حلب تصاعد بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية عندما أطلق الجيش السوري هجوما واسع النطاق لاستعادة الجزء الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة في المدينة بعد الهدنة التي انهارت وألقت الحكومة السورية اللوم على الولاياتالمتحدة بإفشالها ودعمها لمسلحي المعارضة على أرض الواقع. وعن الوضع الانساني بحلب حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأجهزة الطبية في شرق المدينة على وشك "التدمير الكامل" .. مطالبة "بإقامة ممرات إنسانية من أجل إجلاء المرضى والجرحى". من جهتها أفادت لجان التنسيق السورية, امس السبت, بتوقف صخ المياه عن مدينة حلب بالكامل جراء استهدف محطة المياه خلال غارات جوية.