الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين )- دعا مشاركون في المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية بالداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين يوم الخميس في تصريحات رصدتها "وأج" إلى ضرورة توسيع الشبكة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي من أجل تمكينه من حقه في تقرير المصير. وأوضحت في هذا الصدد مديرة المهرجان ماريا كاريون بأن هذه الطبعة أل 13 من هذا الحدث السينمائي العالمي الذي يحمل شعار "شعوب تحت الإحتلال" قد خصصت أغلب أفلامه للقضية الصحراوية بهدف جمع أكبر عدد ممكن من المتضامنين عن طريق الفن السابع الذي تعتبره سلاحا قويا لخدمة مثل هذه القضايا العادلة مبرزة في ذات السياق بأن المشاركة هذه السنة مميزة من حيث عدد المشاركين و نوعية الأفلام المبرمجة. ومن جهتها أكدت النجمة السينمائية الإسبانية كلارا لاغو أن "واقع الشعب الصحراوي يعبر في صمت عن قضيته العادلة" مضيفة بأنها تشارك للعام الأول ضمن هذه التظاهرة العالمية كمدعوة لكنها أصبحت "مقتنعة بأهمية توسيع شبكة التضامن مع الشعب الصحراوي بعدما إطلعت عن كثب على وضعية هذا الشعب". وأردفت بقولها " سمعت الكثير عن هذا المهرجان السينمائي العالمي ولم أتمكن من الحضور من قبل بفعل إلتزامات العمل حيث كانت تحدوني رغبة في فهم و معرفة واقع الشعب الصحراوي عن كثب غير أن ما عايشته خلال أل48 ساعة الماضية إكتشفت من خلال تعاملي مع الناس بأن هذا الواقع يعبر في صمت عن هذه القضية". و ذكرت كلارا لاغو بأنها في واقع الأمر لم تحضر للمشاركة في أشغال المهرجان بشكل رسمي و لكنها كما قالت " أتيت لأكشف واقع الشعب الصحراوي و أنقل الصورة للعالم أولا و للأسبان الذين لا يعرفون الشيء الكثير عن هذا الواقع الصعب". و بدوره إعتبر رئيس التنسيقية الإسبانية للصداقة مع الشعب الصحراوي بيبي تابوادا فالديز الذي حضر معظم طبعات المهرجان قضية الصحراء الغربية " قضيته باعتبارها قضية عادلة ولا يمكن للزمن ومرور الوقت أن يغير أي شيء في عدالة و شرعية هذه القضية التي تبقى رمزا للإعجاب و نموذجا في الكفاح و الصمود". وعبر السيد فالديز بالمناسبة عن إعجابه الشديد بالنساء الصحراويات اللائي تمثلن حسبه " العمود الفقري لكفاح الشعب الصحراوي ضد الإحتلال و الناقلات أيضا لثقافة و هوية هذا الشعب " مذكرا في نفس السياق ببطولات الشهداء الصحراويين الذين سقطوا في ساحة المعارك أو في الكفاح الطويل من أجل السيادة و الإستقلال و الذين يشكلون - كما أضاف- الرمز الأكبر للوطن الصحراوي . وأوضح رئيس التنسيقية الإسبانية للصداقة مع الشعب الصحراوي " بأنه بات من الضروري مد يد العون للشعب الصحراوي الشقيق والتواصل معه بعد سنوات من عدم المعرفة الحقيقية به" مشيرا إلى أن هناك تقصير من الطرفين في التعريف بهذا الشعب العربي الذي يتوق إلى الإستقلال و فرض سيادته على ترابه. وأكد بأن الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية أصبحت تحظى باعتراف أكثر من 80 دولة بفضل نضالات الشعب الصحراوي عبر مختلف الجبهات بما في ذلك التظاهرات الثقافية الدولية التي تحتضنها المخيمات وأيضا من خلال انتشار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في مختلف دول العالم في الوقت الذي لا تعترف أي دولة بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية. ومن جهته دعا سيدي محمد مولود ددش أحد أقدم المعتقلين السياسيين الصحراويين بالمناطق المحتلة و الذي يشارك ضمن هذه الطبعة من المهرجان العالمي للسينما كافة الصحراويين إلى ضرورة الإلتفاف حول جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي . وكانت فعاليات الطبعة أل 13 من المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية (12-16 أكتوبر 2016) قد انطلقت سهرة أمس الأربعاء بالداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بحضور 400 مشارك أجنبي من سينمائيين وفنانين ومخرجين من مختلف دول العالم بالإضافة إلى حضور إعلامي دولي مكثف . وسيتم خلال هذه الطبعة التي كان قد أعطى إشارة افتتاحها الأمين العام لوزارة الثقافة الصحراوية مصطفى محمد فاضل عرض ما لا يقل عن 50 فيلما و شريطا وثائقيا 28 منها تتناول القضية الصحراوية من بينها أفلام سينمائية لمبدعين شباب صحراويين. كما ستنشط ضمن هذه التظاهرة السينمائية العالمية طاولات مستديرة تحمل الأولى عنوان "الصحراء الغربية تحت الإحتلال كنموذج" و الثانية تتناول الشعوب المحتلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية والثالثة بعنوان "السينما التاريخية" حسب المنظمين. يذكر أن المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية مبادرة ثقافية تبنتها الحكومة الصحراوية منذ سنوات بالتعاون مع التنسيقية الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي التي أسست إدارة خاصة بالحدث تحمل إسم "مهرجان في صحراء".